غيب الموت مساء اليوم الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش 67 عاما الذي خضع لعملية جراحية في القلب في مشفى بالولايات المتحدة الامريكية.
وبرحيل الشاعر الكبير يفقد الشعب الفلسطيني ومعه الامتان العربية والاسلامية قامة شعرية وادبية سامقة وواحدا من فحول الشعراء الذين اسهموا بما قدموه من ثراء فكري ومعرفي وشعري في استنهاض الامة وبعث الحياة في وجدانها بعد ان تكالبت عليها الامم في لحظة مفصلية صعبة ما زالت ترزح تحت وطاتها .
وكان الشاعر الكبير قد خضع صباح الاربعاء السادس من اب الجاري لعملية قلب مفتوح تضمنت اصلاح ما يقارب 26 سنتمرا من الشريان " الابهر" الاورطي"الذي كان قد تعرض لتوسع شديد تجاوز درجة الامان الطبيعية المقبولة طبيا, حيث تكللت العملية بالنجاح في مشفى " ميموريال هيرمان" الامريكي في هيوستن بولاية تكساس.
ولد درويش عام 1941 في قرية البروة قضاء عكا التي دمرت عام 1948 ليهاجر مع عائلته الى لبنان قبل ان تعود العائلة وتعيش في الجليل. وأجبر درويش على مغادرة البلاد بعد ان اعتقل عدة مرات ثم عاد بعد التوقيع على اتفاقيات السلام المؤقتة.
ويعتبر درويش واحدا من اهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين الذين امتزج شعرهم بحب الوطن والحبيبة وترجمت اعماله الى ما يقرب من 22 لغة وحصل على العديد من الجوائز العالمية.
العجرمي: رحيل درويش خسارة لفلسطين وللثقافة
من جهته قال وزير الاسرى اشرف العجرمي انه وبرحيل هذا الرمز الثقافي الذي لم يعد رمزا فلسطينيا فحسب بل هو رمزا فلسطينيا عربيا انسانيا هو خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وللقضية وخسارة للثقافة وللمثقفين .
واضاف العجرمي لمعا انه وبرحيل درويش الذي كرم في حياته وسيكرم بعد رحيله من خلال الارث الانساني الذي تركه والذي يعتبر نبعا سوف تشرب منه الاجيال, خاصة القيم الانسانية التي كان ينادي بها الشاعر الكبير لا سيما ونحن الان في امس الحاجة اليها .
بدوره قال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان رحيل الشاعر الكبير هو خسارة للشعب الفلسطيني والامة العربية والثقافة العالمية باسرها .
واضاف البرغوثي ان الشاعر درويش يعد تأريخا ادبيا لقضيتنا الفلسطينية التي واكبها وارخ لها بشعره الوطني منذ النكبة الى جانب انه واحد من اعظم الشعراء المعاصرين الذين اغنوا الادب العربي الحديث وتركوا بصماتهم في الشعر المقاوم واصبح نبراسا ملهما ليس فقط لروح الشعب الفلسطيني بل وللانسانية جمعاء في كفاحها الذي لايتوقف من اجل العدالة وسعادة الانسانية.
وقالت المبادرة في بيان لها ان رحيل الشاعر درويش هو خسارة للشعب الفلسطيني في هذه الظروف الحالكة التي يعيشها لكن تراثه وابداعه سيبقى دائما والى الابد.
نبذة عن حياته:
بعد إنهائه تعليمه الثانوي، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في صحافة الحزب الشيوعي الإسرائيلي، مثل "الإتحاد" و"الجديد" التي أصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .
لم يسلم من مضايقات الشرطة، حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية أكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق بأقواله ونشاطاته السياسية، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاق أوسلو.
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.
حصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:
جائزة لوتس عام 1969.
جائزة البحر المتوسط عام 1980.
درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
لوحة أوروبا للشعر عام 1981.
جائزة ابن سينا في الإتحاد السوفيتي عام 1982.
جائزة لينين في الإتحاد السوفييتي عام 1983.