من فنانة جميلة مغناج إلى فنانة فضائح}، بهذه العبارة يمكن اختصار مسيرة الفتاة العشرينية قمر التي طمحت في وقت من الأوقات إلى أن تسلب هيفاء وهبي نجوميتها، إلا أنها وقعت فريسة بيئتها الجاهلة وطعنها من أقرب المقرّبين إليها، أمّها التي قصدت بنفسها وسائل الإعلام ونشرت خبر حمل ابنتها، وهذا تحديداً سبب غيابها عن الساحة الفنية منذ فترة وتواريها كلياً عن الأنظار لأنها أم عزباء وقد يكون والد الطفل أحد رجال الأعمال المشهورين ويرفض الاعتراف به. قصة كما في الأفلام، ما هي تفاصيلها؟
منذ إطلالة قمر الأولى في عالم الفن تلقّفها عاملون في هذا الوسط ووعدوها بأنها ستقضي على شهرة هيفاء وهبي ونجوميتها، خصوصاً أنها جميلة وتعرف جيداً كيف تتدلّل، فصدّقت هذه الفتاة الآتية من عائلة مفكّكة: أب اسمه مدرج على لائحة المفقودين في السجون السورية وأم متزوجة للمرة الثانية ولها ابنة تدعى منال، ومن بيئة فقيرة محورها أحد المياتم في صيدا حيث ترعرعت.
صورة عن هيفاء
عُرفت قمر بجمالها وخفة ظلها وحبها للغناء، في زمن أصبح فيه الجمال معبراً أساسياً نحو الشهرة، بعدما فتحت هيفاء، بنجوميتها وشهرتها، شهية أي فتاة تتمتع بحد أدنى من الصوت والأداء الحسن لتصبح صورة عنها، هكذا كانت الحال مع قمر، لكنها لم تتقن اللعبة جيداً، وبدل من أن تركّز في عملها ومستقبلها الفني تفرّغت لحياتها الشخصية ومشاكلها مع القاصي والداني.
بعد أول اطلالة لها في أغنية {نارو بتحرقني} أصبحت قمر بين ليلة وضحاها فتاة مشهورة وأُغدقت عليها ألقاب كثيرة، من بينها أنها خليفة هيفاء، التي تغري أي فتاة في مقتبل العمر وحديثة الخبرة في عالم الفن ودهاليزه وكوابيسه وكواليسه... ولم تحمها لا أم واعية ولا عائلة متماسكة، وعلى طريقة {قبعي شوكك بإيديك} دخلت قمر إلى هذا العالم.
فضائح بالجملة
بعد {نارو بتحرقني} بدأت الفضائح تلاحق قمر، ففجأة من دون سابق إنذار انتشر خبر زواجها السرّي من الفنان آدم، ليس كخبر مفرح إنما كفضيحة اتّهمت فيها زوجها بالاعتداء عليها بالضرب وبتعاطيه المخدرات وغيرهما من الاتهامات التي غيرت صورتها لدى من كان يعتقد بأنها فنانة واعدة آتية كنسمة صيف إلى الوسط الفني، وإذا بها تتحوّل إلى عاصفة هوجاء بسبب حياتها الشخصية وبيئتها المتواضعة مالاً وعلماً.
ليس الفقر عيباً ولكن المعيب هو البيئة الجاهلة التي عاشت فيها قمر، فعندما بدأت تجني المال طمعت عائلتها بأن تتنعّم بتلك الأموال، وكان من الطبيعي أن تتكفّل قمر بتربية شقيقتها منال، لكن الطمع بها تعدّى حدود عائلتها الصغيرة ليطاول خالاتها وبناتهنّ وعماتها... ولما اشتدت وطأته عليها راحت تكيل التهم لعائلتها بسرقتها في وقت ردّت عليها هذه الأخيرة بأن قمر محاطة بأناس يستغلّونها ومالها...
لم تقف مشاكل قمر عند هذا الحدّ، بل سرعان ما نشبت نزاعات بينها وبين شركة {ميلودي} على خلفية رغبتها في التحرّر من عقدها معها، ولم يكن هذا التحرر عن طريق القضاء فحسب أو في ظلّ القانون، بل اتخذت من أحد المطلوبين من العدالة والموجود راهناً في السجن وسيلة للوصول إلى مبتغاها، فراح هذا الأخير يهدد غسان شرتوني وجمال مروان بواسطة الهاتف أو بالحضور الشخصي إلى مكاتب {ميوزيك إز ماي لايف} و{ميلودي}، وإذا مروان يصبح عدوّها بعدما كان منتج أعمالها، وانتهت الحكاية باتفاق مادي بقيت تفاصيله بين الطرفين. هكذا، تحرّرت قمر وأصبحت منتجة لأعمالها تحت إدارة حبيب رحال الذي غادر {ميلودي} إكراماً لها.
أم عزباء
بعد ألبومها الأخير {الحلوة} وتصوير {العتبة كزاز}، اختفت الجميلة وغابت مشاكلها، ثم تردّد أنها انتهت من تصوير كليب جديد في تركيا وهو أكثر من رائع، لكنها بقيت مختفية، فبدأت الأخبار تتسرّب بأنها حامل في الشهر الخامس، إلا أن الخبر اليقين كان لدى الوالدة التي فاجأت وسائل الإعلام بكشفها علانية أن ابنتها حامل في الشهر السابع.
أقدمت الأم على فضح ابنتها انتقاماً منها بعدما ازدادت حدة النزاعات بينهما على خلفية المال، أكثر من ذلك ادّعت الأم بأن ابنتها ضربتها وقالت بصوت عالٍ: {ابنتي تعطي المال شمالاً ويميناً لفلان وعلان وتبخل عليّ به، ضربتني في منتصف الليل وطردتني شرّ طردة وتنكرت لي...}، كذلك اتهمت ابنتها بأنها تسيء معاملتها أمام الآخرين وتتعمّد إهانتها أمام مدير أعمالها وأصدقائها وتعاملها كأنها خادمة لديها... وكرّرت مراراً: {حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا قمر، ليتني خلّفت حيواناً ولا خلفتك}...
ذلك كلّه وابنتها في وضع أكثر من حرج، فقمر حامل من دون زواج أي أنها أم عزباء، وتقول المعلومات إنها حامل من رجل أعمال مصري، وبالتأكيد لا يمكن أن يكون هذا الرجل عادياً وإلا لكانت قمر أسقطت الجنين، لكن يبدو أنها تريد حقها وحق جنينها من هذا الرجل الذي يرفض الاعتراف به مع علمه اليقين بأن موقف قمر سيكون قوياً إذا لجأت إلى محكمة الأسرة المصرية، لأن هذه الأخيرة تقف غالباً إلى جانب المرأة.
معروف عن رجال الأعمال أنهم أصحاب سطوة ونفوذ، بالتالي ستكون قمر في وضع لا تُحسد عليه وستخوض معركة طاحنة لإثبات بنوّة طفلها لرجل الأعمال، الذي ما زالت هويته مجهولة بالنسبة إلى الجميع. الغريب أن قمر التي عرفت بسرعة الغضب وإطلاق التصريحات النارية يميناً وشمالاً هي صامتة ومتوارية عن الأنظار ولا تريد الظهور في أي وسيلة إعلامية والإعلان عن اسم الوالد.
تساؤلات
هل هذا الصمت ناتج من مفاوضات جارية بين قمر ووالد الجنين؟ وهل هي مصحوبة بالتسجيلات التي باتت موضة في التعامل بين الناس، خصوصاً إذا كان هؤلاء من المشاهير أو تُطلق عليهم صفة {المسنودين}؟ من هو الوالد الذي لا يريد الاعتراف بالجنين؟ ليس بالضرورة أن يعترف بقمر كزوجة، لكن لماذا لا يعترف بالمولود؟ هل هو مشهور في عالم المال والأعمال ولا يريد أن يكون حديث بيروت والقاهرة لا سيما ألا مجال للتراجع، لأن قمر في الشهر السابع على حدّ قول الوالدة؟
ماذا سيكون مصير قمر نفسها إذا قررت {في لحظة غضب هستيرية}، كما تصفها والدتها، الكشف عن اسم الوالد ضاربة عرض الحائط بكل ما سيترتب عن هذا الإعلان، إلا إذا كان ثمة من يقف إلى جانبها وينصحها بالتروّي حتى إيجاد الحلّ المناسب؟ وما هو هذا الحلّ؟ زواج عرفي؟ سري؟ أم إجهاض يعتبر بمثابة جريمة؟ أم مصير قمر وجنينها في مهب الريح، فتكون تلك الفتاة العشرينية قد دفعت ثمن البيئة الجاهلة والطمع وسوء التصرف والفقر والطموح الذي يفتقد إلى الوعي والذكاء والرغبة العمياء في التمثّل بنجمة أخرى سواء كانت هيفاء أو غيرها؟
*الجريدة