توقعات بحدوث كارثة في قطاع غزة بسبب هطول الامطار ..شاهد الصور
جاء هطول الأمطار مع بدء فصل الشتاء ليزيد من معاناة سكان قطاع غزة الذين يعيشون مرارة الحصار حيث أثر بالسلب على البنية التحتية في قطاع غزة وعلى عمل مضخات المياه وصيانة شبكات الصرف.
وفي الوقت الذي كان يستبشر فيه سكان القطاع الخير بهطول الأمطار إلا أن هذا العام وبفعل الحصار الخانق يبدوا أن المشهد أصبح مختلف تماما، ففي هذا العام تضررت العشرات من المنازل الفلسطينية في قطاع غزة من غزارة الأمطار التي هطلت على قطاع غزة.
فمع بداية منتصف الليلة الماضية، تفاجأ العشرات من سكان قطاع غزة من بدخول المياه إلى منازله حيث بدت لهم المياه الجارية كأنه عدو يغزو منازلهم فقد ارتفع منسوب المياه في بعض البيوت تقريباً من 50 إلى 60 سم.
وأدت شدة وغزارة الأمطار التي تساقطت بكميات هي الأشد منذ بداية موسم الشتاء لهذا العام، إلى حدوث أخدود كبير في الشارع الرئيسي لحي "الوفية" في مدينة خانيونس بعرض ما يزيد عن ثلاثة أمتار وعمق مترين، ولمسافة تمتد إلى ما يقارب 200 متر، بفعل انهيار مشروع الصرف الصحي.
وأفاد سكان المنطقة الذين انهمكوا في إنقاذ ممتلكاتهم التي غرقت في مياه المجاري والصرف الصحي، إلى أن نسبة الأمطار الكبيرة التي تعرضت لها المنطقة أدت إلى انهيار شبكة الصرف الصحي وتدميرها بشكل كامل.
جهاز الدفاع المدني ورغم قلة الإمكانيات قام بتصريف المياه من بيت إلى بيت كما استعمل المضخات لشفط المياه من داخل المنازل إلى خارج المنازل إلاّ أنه مسافة الأمطار التي كانت موجودة في المكان لم يستطيعوا السيطرة على المياه من شدة غزارة الأمطار.
وقال مدير العمليات المركزية في الدفاع المدني، رائد الدهشان أبو المنذر: "نحن في وضع حصار ولا يوجد دخول للمضخات والمضخة التي تعطل لا يوجد قطع غيار لها، ونحن نعمل الآن بالإمكانيات الموجودة لدينا، ولا يوجد إمكانيات كافية تقاوم هذه الكارثة الطبيعية التي نتعرض لها، هذا الوضع في الشمال.
أحياء غمرت بالمياه
وعن المنازل التي تضررت بسبب غزارة الأمطار أوضح الدهشان أنه في منطقة خانيونس "المعسكر" تضرر ما يقارب من 80 منزل، وفي منطقة الشيخ رضوان والشاطئ والزيتون في عسقولة ما يقارب من 30 إلى 35 منزل دخلت المياه داخلها، وفي محافظة الشمال يوجد أحياء بالكامل انغمرت بالمياه.
وأوضح أنهم قاموا بإخلاء منازل في منطقة الشاطئ وجباليا، حيث استعانوا بطواقم الإنقاذ البحري التابعة للدفاع المدني وقامت بنشل الناس الذين لا يستطيعون أن يتجاوزوا في مناطق مرتفع فيها منسوب المياه، مشيرا إلى أنه لم يسجل حتى هذه اللحظة أي إصابة بشرية بحمد الله.
وعن الأسباب التي ساعدت على ارتفاع منسوب المياه وتضرر العشرات من المنازل، أشار الدهشان أن البنية التحتية أساساً في قطاع غزة مدمرة بسبب الحصار، إضافة إلى وجود شوارع ليست مجهزة بشبكات الصرف الصحي.
كارثة في حي "الوفية"
من جانبه أوضح العميد يوسف الزهار مدير جهاز الدفاع المدني أن كمية الأمطار التي سقطت في قطاع غزة غير متوقعة، فالبنية التحتية الموجودة في القطاع ليست مهيأة لاستقبال هذه الكمية من الأمطار، بالإضافة إلى أن الحصار زاد من شدة معاناة الشعب الفلسطيني من خلال عدم توفر المتطلبات اللازمة للصيانة.
وقال الزهار :حتى هذه اللحظة استطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى أن نخرج من أزمة، نسأل الله أن يعيننا على ما هو آت، فحجم الأمطار فعلاً أصاب العديد من قطاعات الوطن بكثير من الأضرار، حيث حاصرت المياه منطقة الوفية في منطقة خانيونس بالكامل وغمرت المنازل وأصبحت منطقة كارثة بالفعل، أيضاً أصبح هناك انهيار في بعض التربة في منطقة رفح، مما أدى إلى انكشاف العديد من المقابر في منطقة رفح.
وتابع " أما في محافظة غزة كان هنالك تجمع لعديد من أماكن المياه خاصة في منطقة بيارة اليازجي في شارع النفق، أيضاً في منطقة الشاطئ وفي منطقة الشارع الثاني بالشيخ رضوان، منطقة الخضرية في الرمال الجنوبي، وفي منطقة مستشفى الدرة، أيضاً في الشمال تم محاصرة العديد من المنازل وتم محاصرة سيارة باص تابعة لإحدى رياض الأطفال وتم بحمد الله عز وجل إنقاذ هؤلاء الأطفال من قبل الدفاع المدني".
التحذير من كارثة طبيعية
وشدد الزهار على أنهم مازالوا يحاولون التخفيف من حدة تراكم المياه في الأماكن المنخفضة من خلال المضخات القليلة المتواجدة في جهاز الدفاع المدني وبالتنسيق مع البلديات، مشيرا إلى أنه حتى هذه اللحظة استطاعوا السيطرة على الأمور وقائلا: " نسأل الله عز وجل أن لا نواجه بكارثة خاصة في ظل فقر البنية التحتية اللازمة لاستيعاب كمية مياه الأمطار".
حذر الزهار من حدوث كارثة في قطاع غزة إذا استمرت هذه الأمطار الغزيرة، قائلا: "هذا الكمية إذا تواصلت مدة كبيرة لا أستبعد أن يكون هنالك أضرار كثيرة قد تصل إلى مرحلة الكارثة، ونسأل الله عز وجل أن لا يسلط علينا الكوارث وأن تكون هذه الأمطار سقيا رحمة ولكن لا نستبعد إذا تواصلت الأمطار بهذه الصورة أن نصل إلى مرحلة كارثة بيئية في حالة عدم توفر الآلات والمعدات اللازمة لشفط هذه المياه وضخها في أماكن أخرى.
وناشد الزهار جميع من له ضمير حي أن يساعد في فك الحصار عن الشعب الفلسطيني، وإدخال المستلزمات اللازمة لجهاز الدفاع المدني لمواجهة هذه الكوارث وهذه الأزمات، مؤكدا على أنهم يواجهون مشكلة حقيقية.