ما الذي يدفع امرأة لبنانية من الزواج برجل من كفر كنا وترك وطنها وعائلتها والحضن الذي نِشأت وترعرعت به والانتقال للسكن معه في موطنه ؟
عبيدة والزوجة حنان امارة
وما الذي يدفع شابا من كفر كنا الارتباط بفتاة دنماركية قررت ان تترك كل شيء يربطها بالدنمارك ، عائلتها ، ذكرياتها ، ايام الصبا والعيش مع زوجها في مسقط رأسه ؟ هذه بعض التساؤلات التي طرحناها على زوجات وأزواج مغتربين في الوسط العربي ، تركوا وطنهم وقرروا اللحاق بمن قرروا الارتباط بهم مدى الحياة ...
من لبنان الى اسرائيل و"المحبة تولد المستحيل"
صالح امارة ، انتقى له زوجة من لبنان وهي تسكن معه الان في كفركنا ولديه اربعة اولاد وبنتان، يقول في مستهل كلامه حول اصل وفصل العلاقة التي ربطته بزوجته اللبنانية :" تربطني بزوجتي صلة قرابة ، وقد جاءت من لبنان الى هنا عام 1971 في زيارة الى البلاد وتم التعارف بيننا ومن ثم الخطوبة والزواج برغم ما كان في البداية من صعوبات في الانتقال ومكوثها هنا ومن ثم الاستقرار النهائي ، وقد تعدينا الخطوات الصعبة لسبب واحد وهو المحبة التي تواجدت بيننا وما زالت ، وانا الان سعيد جدا مع عائلتي وكل شيء متوفر الحمد لله".
واستطرد امارة مبديا وجهة نظره بزواج الاغتراب ، وقال :"انا لا امانع مثل هذا الزواج حتى لو كانت زوجتي ليست قريبتي من الأصل، فما يهمني ويجب ان يهم الجميع هو ايجاد الراحة لدى الشريك والتأكد من التلاؤم بين الاثنين من اجل بناء مستقبل واحد ، وبالنسبة للتغلب على الظروف الباقية والتي برأي الكثير من الناس هي اهم من المحبة والوفق فرأيي انا (المحبة تولد المستحيل) ".
شروق زعبي والزوج صلاح
من اسرائيل الى الأردن :"الوضع الاقتصادي لا يتعلق بالمكان وانما بالانسان"
الشابة شروق زعبي من قرية كفر مصر بالاصل ، وهي طالبة في جامعة اليرموك في الأردن، تزوجت منذ عام لشريك حياتها صلاح من عمان-الاردن ، وتسكن معه هناك ، تقول بنبرة فيها نوع من الحزم :" قضية الزواج المغترب هي قضية ليست بالخطيرة كما تعتقد الغالبية، وأقول هذا من تجربتي الشخصية، فقد اخترت شريكي ولو عاد الزمن الى الوراء لكررت اختياره هو فقط ".
وتستدرك زعبي قائلة :" للأسف الشديد ان مجتمعنا العربي في اسرائيل لديه حساسية كبيرة من هذا الموضوع وكثيرا ما ينتقدون مثل هذا الزواج ويبدأون بنشر الشائعات الكاذبة حول دوافع هذا الزواج وخاصة اذا كان الشريك من الاردن،غزة، والضفة الغربية، ولكن كل هذا كلام في الهواء بحسب رأيي".
وأردفت :" انا لا انكر ان هنالك الكثير من الحالات التي فعلا اثبتت ان هذا الزواج نهايته الفشل ولكن المشكلة هنا ليست الزواج نفسه وانما عدم التلاؤم بين الشخصين وعدم بناء المحبة والوفق والاحترام،فقد تعرفت على زوجي قبل الزواج بفترة ووجدنا بأننا ملائمان جدا للعيش تحت سقف واحد وبناء حياة جديدة، وتأكدت ان معه سأحقق سعادتي رغم انه كانت لدي الكثير من فرص الزواج في مكان سكني الاول ولكن المحبة التي بيننا هي اساس كل شيء وصلنا اليه اليوم.وبالنسبة للظرف الاقتصادي والمعيشة فكثيرا ما يقولون بأنه ليس هنالك دخل كاف للعيش في الاردن او في مناطق الضفة ، ولكن برأيي انا هذا خطأ وتعد على الاخرين،فهذا لا يتعلق بالمنطقة وانما بالانسان،فأنا أشجع كل من يقف على حافة مثل هذه القضية بأن يستمر الى الامام،فالله سبحانه وتعالى لم يحرّم مثل هذا الزواج،فالديانة واحدة والعادات لا تتغير وبالتالي كل يأخذ نصيبه في الدنيا".
من كفركنا الى المغرب:"رغم مسافات البعد فهنالك مستقبل زاهر أساسه القناعة"
الزوجان الشابان عبيدة منصور من المغرب وحنان أمارة من كفركنا، هما ايضا زوجان لم يسمحا لاي شيء ان يقف في طريق علاقتهما وان يعرقل مسيرتهما نحو بناء عش الزوجية المشترك حتى البعد الجغرافي ...
يقول عبيدة:" انا هنا الان في كفركنا لاتمام حفل زواجي من شريكة حياتي حنان وقد تعرفت عليها في زيارة لي عند اقربائي حيث ان اهلي فلسطينيو الاصل ولكن اخترت شريكتي لانه تكونت بيننا علاقة ودية وحميمة،وسأرجع الى المغرب مع زوجتي للعيش هناك وستعمل معي في شركة تصدير الخضار التابعة لوالدي ونحن سعيدان جدا معا ونخطط لمستقبل ناجح رغم الغربة المكانية ومسافات البعد بين حنان واهلها،وانا سأعوضها عن كل شيء وسنأتي الى زيارتهم في كل فرصة ممكنة".
اما حنان فتقول :"ارتباطي بعبيدة ليس مجرد ارتباط لاتخلص من ظروف معينة كما يعتقد غالبية الناس،وانما محبتنا لبعض والقمة في التلاؤم واقتناعي به هو ما يجعلني اضحي من اجله ، وانا اشجع مثل هذا الزواج عندما يكون اساسه الاقتناع".
من الدنمارك الى كفركنا:"الحب والوفق هو نقطة الانطلاق "
أحمد صالح امارة من كفركنا مرتبط رسميا ، وخطيبته هبة من الدنمارك، سيتزوجان قريبا وسيستقران معا هنا في اسرائيل . تقول هبة بقناعة كبيرة :" ليست هنالك اية مشكلة بارتباطي بأحمد،فانا أعرفه منذ سبع سنوات وقد اخترته هو بالذات لاني وجدت فيه الروح التي دائما أردتها، ومن هذا المنطلق بامكاننا تحقيق اي شيء فالحياة بالنسبة لنا هي ان تعود الى منزلك في المساء شاكرا فتنام حينئذ ، والصلاة لاجل من احببت تتردد في قلبك وانشودة الحمد والثناء مرتسمة على شفتيك،والمحبة لا تعطى الا من ذاتها ولا تأخذ الا من ذاتها،وبالمحبة تتغلب على الفراغ الذي تعانيه وتساعد على هضم الصعاب".