سمية بعلبكي: لست بحاجة لصورة الفنانات المشلوحات لأني املك صوتا جميلا

Arabtango جديد صدر مؤخراً عن شركة فوروور ميوزك للمطربة اللبنانية المتميزة بإختياراتها سمية بعلبكي. تسع أغنيات مختارة من أرشيف العمالقة تمت إعادة توزيعها وفق إيقاع التانغو فجاءت جميلة تحمل سامعها إلى مكان فسيح للرقص والحلم. وفي مشروع سمية بعلبكي المقبل تقديم مجموعة ألحان هي قيد الإعداد، حيث ستتكل على نفسها في الإنتاج في الوقت الذي تنشغل فيه الشركات بتقديم جميلات الغناء وليس صاحبات الأصوات المميزة.
في الحوار مع سمية بعلبكي ناقشنا إختياراتها وتفاصيل أخرى. لنقرأها معاً: بعد غياب قدمت سي دي إستعادي لأغنيات العمالقة على إيقاع التانغو ألم تكن لديك إلحاحية تقديم أغنيات خاصة بك؟ قبيل اللقاء التعارفي بالفنان غازي عبد الباقي صاحب شركة فوروورد ميوزك التي أنتجت السي دي، كنت بصدد العمل على أغنيات خاصة بي. إنما فكرة أغنيات التانغو جهُزت بسرعة نتيجة الحماس لها من قبل الطرفين. لم أكن في خوف من فكرة تقديم الأغنيات القديمة، فالناس ترحب بها عندما نقدمها بالشكل الذي يليق بها. ومع ذلك وخلال تنفيذ هذا العمل كثفت بحثي عن الأغنيات الخاصة.
وحالياً نحن بصدد أغنية يتم تنفيذها في مصر وستنزل منفردة، وسيتبعها أغنيات أخرى. الأغنيات التي أنا بصددها منها لحن للفنان نور الملاح، والأغنية التي تنفذ في مصر من كلمات هاني عبد الكريم والحان محمد الصاوي وهو من الشباب الواعدين بنظري. كذلك في حوزتي ألحان من الفنانين إيلي شويري، الياس كرم وأمجد العطافي. كما لدي مشروع لقاء قريب مع الفنان مروان خوري الذي أتمنى التعاون معه.
اللقاء مع المنتج الفنان غازي عبد الباقي كيف إنعكس على سي دي أراب تانغو؟ أهم ما في هذا اللقاء أننا جمعنا ما بين عشق ومعرفة غازي عبد الباقي بالموسيقى الغربية، وصلتي الوثيقة ومعرفتي بالموسيقى الشرقية. وقد أثمر هذا اللقاء بنظري خلطة موسيقية رائعة.
هل ستطرقين باب الفيديو كليب مع هذا السي دي؟ نحن بصدد تنفيذ فيديو كليب لأغنية من ضمن سي دي أراب تانغو. كما نحن بصدد تصوير الأغنية المصرية التي ستنزل منفردة. لكن في الحقيقة حتى الفيديو كليب المتوسط الإمكانات هو في غاية الكلفة، ونحن نبحث في تأمين المبلغ المطلوب. يبقى رهانك الوحيد على صوتك والمؤمنين به؟ لا خيارات أخرى أمامي سوى صوتي والرهان على حب الجمهور. ومع ذلك أسعى على الدوام لفتح أبوب أخرى ربما تؤمن لي مزيداً من الحضور والإنتشار.
برأيك هل سيصبح سي دي أراب تانغو سي دي صالونات راقية؟ بإعتقادي أنه ولد لهذه الغاية وهذا موقعه الطبيعي. من خلال ردود الأفعال على السي دي أجد أن حقي محفوظ ومُقدر عبر الإختيارات التي قدمتها. كثير من الشباب يقولون لي بأن السي دي يلازم سياراتهم. نحن لم نقدم تلك الأغنيات لنخصصها لفئات إجتماعية معينة، ويبقى من حق كل إنسان أن يستقبل السي دي بالإحساس الذي ينبع منه. الكُتيب المرفق مع السي دي يتحدث عن الثورة. هل نحن في ثورة فنية أم نسير إلى الوراء فيما يخص الغناء؟ فيما يتعلق بي نحن في ثورة. إن تناولنا على سبيل المثال أغنية 'لاء مش أنا اللي ابكي' فهي بإعتباري الفني تجديد للتجديد. هذه الأغنية وغيرها أحدثت ثورة حين وصلت إلى الناس في منتصف القرن الماضي، ولم تكن بالأغنيات التقليدية . في الحقيقة كنت في حيرة كبيرة خلال إختياري للأغنيات. فعودتنا إلى عصر الستينيات وما قبلها يتركنا نعجز عن الإختيار لكثافة الإبداع الفني في تلك المرحلة. ومن قالب التانغو تحديداً يمكننا تقديم أكثر من سي دي من إبداعات مؤلفين موسيقيين عرب كبار.
أكثر أغنيات السي دي من خلال ولادتها الأصلية تنتمي إلى الإيقاعات الأمريكية اللاتنية فمتى دخل هذا الإيقاع موسيقانا؟ 'سهرت منه الليالي' أغنية بحسب ظني تعود لعشرينات القرن الماضي وهي على الإيقاع الأمريكي اللاتيني. كذلك 'يا زهرة في خيالي'. في العصر الذهبي للسينما المصرية كان ثمة بحث عن قالب موسيقى يصلح لرقص الصالونات، وكانت في ذلك الحين الموسيقى الإمريكية اللاتينية الموجودة في عشرات المقطوعات الغنائية الجميلة لكافة الملحنين والمبدعين. وهي مرحلة أرّخت لبدايات التأثر العربي بالموسيقى الغربية. تلك الموسيقى تمازجت مع موسيقانا وأصبحت كجزء من تراثنا الفني.
يتضمن سي دي أرب تانغو خمسة ألحان من أصل تسعة للموسيقار محمد عبد الوهاب. هل هو عشق لموسيقاه أم ماذا؟ ـ العشق والتقدير لهذا الموسيقار العظيم موجود. إنما كنت اتفاجأ بعد الإختيار بأن اللحن هو لعبد الوهاب، وهذا دليل قاطع على عبقريته.
لماذا فقط لحن واحد لبناني للراحل زكي ناصيف؟ أليس هناك ألحان أخرى؟ أنا وغازي عبد الباقي نعمل على الموسيقى دون التفكير بالجغرافيا. نحن في ذلك لا ننتقص من لبنانيتنا وهويتنا، كما أننا في الوقت نفسه لا نتزلف للموسيقى المصرية. برأيي لا فرق بين الموسيقى سواء كانت مصرية أو خليجية أو لبنانية. وقد أكون يوماً مع سي دي لبناني بالكامل. جهود موسيقية كبيرة وجميلة ظهرت في هذا السي دي فماذا تقولين عنها؟ أربع أغنيات تقاسم توزيعها الموسيقي غازي عبد الباقي وزياد سحاب، والأغنيات الأخرى وزعها عبود السعدي وهو يملك باعاً طويلاً في هذا المجال. ما يمكنني تسجيله أن هذا السي دي وصل إلى الناس من خلال رحلة محبة وحب أحاطت به من كافة العاملين عليه. لم يعمل أحدنا في إطار مهني إنما في إطار حب. العمل ككل أدخل المتعة إلى قلوب الجميع. ظهر هذا الواقع في الموسيقى والأداء، وكذلك على غلاف السي دي وصوره الأخرى. وأذكر هنا وائل اللاذقي الذي صور الغلاف، ورندة عبد الباقي التي صممته . الجميع كان مسروراً بتيجة ما قام به.
لأول مرة نلحظ أنك تقدمين عملاً يراعي شروط التسويق؟ فالغلاف لافت جداً بلونه الأحمر القاني؟ كل عمل نقوم به يفترض أن يخدم الهدف الأساس وهو نجاح العمل. ناقشت الغلاف كثيراً مع رندة عبد الباقي ووصلنا إلى هذه الفكرة، وهدفنا بالتأكيد الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور.
ظهرت كما نجمات الستينات؟ بصراحة هذا ما كان مقصوداً.
أنت على الغلاف الأول نجمة من ستينيات القرن الماضي وعلى الغلاف الثاني ممددة وحافية القدمين لماذا؟ الشكل الذي ظهرت به كان مقصوداً ليحاكي عصر التانغو القديم. أما الغلاف الثاني فقد كنا بصدد جلسة تصوير ليوم كامل، وكانت عفوية وجدها البعض جريئة من سمية بعلبكي.
هل ستقومين بمزيد من الجرأة؟ أقوم بكل ما يقنعني. ثمة صورة أراعيها لسمية. وكل ما أقدمه لهدف فني لا بد أن يدخله التطوير. الجمود نهاية حتمية.
عندما تراقبين ما يطرأ من تجديد على صور الفنانين هل تقولين بضرورة التعديل في صورتك؟ أكثر الصور التي تصلنا هي عن صبايا ممددات ومشلوحات. لست بحاجة لهذه الصورة لأني أملك صوتي.
ولماذا تغفلين جمالك؟ أشكر الله على ما منحني أياه، وتبقى موهبة الصوت هي الأساس. فلن أخفي صوتي لأظهر جسدي. في هذا لا أتَّهم ولا ألوم. بالنسبة لي أقدم شخصيتي.
وماذا في جعبتك من نشاط؟ بعد حفل إفتتاح مهرجانات صور سأكون في العديد من الحفلات في سورية بينها دمشق وحلب وحمص. وفي مسرح بابل في بيروت ستكون لي أكثر من حفلة في إطار أمسيات رمضانية.
*القدس العربي