الكويت تضع قواتها في حالة تأهب تحسبا لضربة عسكرية أميركية لإيران

قالت مصادر مطلعة أن الجهات المعنية الكويتية تبذل جهوداً كبيرة حالياً من أجل أخذ الاحتياطات اللازمة تحسباً لأي تطورات قد تشهدها المنطقة خلال الفترة المقبلة ، وتشمل هذه الاحتياطات جوانب عسكرية وأخرى مدنية ، وذلك في ضوء تصاعد التوتر بشكل خاص خلال الأيام الأخيرة بين الأطراف المعنية بالملف النووي الإيراني .

في الجانب العسكري ، أشارت معلومات إلى أن جميع الألوية والمعسكرات وقوة أمن الحدود تلقت تعليمات .. مفادها :
أخذ الحيطة والحذر ، وحض كامل أفراد القوات للوصول إلى الجهوزية الكاملة والقدرة على التعامل مع أي احتمال قد تشهده المنطقة ؛ الأمر الذي دفع وحدات الجيش المختلفة إلى تكليف الفنيين والمهندسين ومساعديهم والميكانيكيين العمل على إجراء صيانة كاملة وعاجلة لكل الآليات والدبابات والمدرعات الداخلة في الخدمة العسكرية ، وإجراء اختبارات يومية لها لضمان جهوزيتها وعدم تعرضها للأعطال التي قد تعرقل الاستفادة من هذه الآليات وقت الحاجة لها .

وذكرت أيضاً أن وزارة الدفاع لم تكتف بتعليماتها التي صدرت إلى ألويتها الآلية والمدرعة ، بل امتدت إلى قوتها الجوية التي بدأت بتشغيل بطاريات صواريخ (الباتريوت) على مدار الساعة بعكس ما كانت عليه خلال الفترة السابقة ، والتي كانت تكتفي بتشغيلها ساعة واحدة في كل 24 ساعة ؛ وذلك ضماناً لعدم إصابتها بالعطل ..

إلا أن التعليمات الحالية رفعت من درجة الاستعداد إلى مد ساعات عمل بطاريات (الباتريوت) إلى الأربع والعشرين ساعة ؛ وهو ما يعني تحسب قيادات وزارة الدفاع لاحتمالات تطور الأحداث في أي لحظة ووجوب استخدام بطاريات "الباتريوت" .. والتي تتمثل مهمتها في التصدي للصواريخ المهاجمة والتي قد تستهدف في الأساس القواعد الأميركية في منطقة الدوحة .

وفي هذه الحالة ، تظل المسألة محصورة بين القوات الأميركية والطرف المهاجم , لكن الاحتمالات غير مستبعدة ايضاً لتعرض المنشآت العسكرية البرية أو البحرية أو الجوية التابعة للقوات الكويتية والمنتشرة في مناطق متفرقة من البلاد للهجوم .

وقالت صحيفة (السياسة الكويتية) أيضاً أن وزارة الدفاع لم تغفل كذلك تأمين الحدود البرية الشمالية ، بل ستبدأ في وضع تصور شامل يعمل على تأمين الحدود الكويتية - العراقية ضماناً لكل الاحتمالات التي قد تتطور مع توقعات بحدوث ضربة أميركية خلال المرحلة المقبلة ، مشيرة إلى أنه تم تكليف الألوية البرية بالانتشار في الحدود الشمالية في خطوة مماثلة لما حدث أثناء حرب تحرير العراق من النظام البائد في عام 2003 ، وهو ما قد يستدعي إجراء مناورات وحجز كامل لإفراد القوات المدرعة والمشاة في الخامس عشر من الشهر الجاري .

واعتبرت المعلومات أن وزارة الدفاع ومن خلال تعليماتها التي أصدرتها إلى كل وحداتها - البرية والجوية والبحرية - تكون قد وضعت البلاد في صمام الأمان لمواجهة أي احتمال سواء كان قادماً من الجو عبر رفع جهوزية منصات بطاريات "الباتريوت" المنتشرة في مناطق متفرقة من البلاد .. بالإضافة إلى الجهورية الكاملة للقوات البرية واستعدادها للتعامل مع كل الاحتمالات ؛ خاصة في مواقع الحدود الشمالية التي قد تجلب الأخطار إذا ما تركت من دون تأمين كامل .

وتعقيباً على هذه المعلومات ، ذكرت أوساط مطلعة أن إجراءات الصيانة والتشغيل للآليات والمعدات هي " أمور روتينية تتبعها القوات المسلحة الكويتية بكل أفرعها باستمرار ..
وبغض النظر عن وجود ظروف استثنائية من عدمه " ..

لافتة في الوقت نفسه الأنظار إلى أن : " الكويت ليست - ولن تكون - طرفاً في أي مواجهة قد تحدث في المنطقة خلال الفترة المقبلة ، لكن ذلك لا يمنعها من أخذ احتياطاتها الكاملة تحسباً لأي أحداث لا يعرف أحد كيف تتطور وما الذي سينشأ عنها " ..
متمنية أن " يسود السلام المنطقة ، وتقتنع كل الأطراف بأهمية الحل السلمي للأزمات القائمة حالياً " .

في سياق متصل بجهوزية البلاد لأي طارئ يحدث في المنطقة , كشف وكيل وزارة الصحة المساعد للشئون الفنية د / خالد السهلاوي : " إن الوزارة بصدد إنشاء نحو 15 مركزاً للطوارئ الطبية .. يحتوي كل منها على سيارتي إسعاف وعدد من المسعفين " , لافتاً الأنظار إلى : " إن جزءا كبيرا من هذه المراكز سيتم من خلاله تعزيز وحدات الطوارئ على المناطق الحدودية ؛ وذلك لوجود نقص فيها ".