ملك أوتار المدير العام
عدد الرسائل : 3067 العمر : 45 الموقع : منتديات اوتار الفنية . العمل/الترفيه : مدير المنتدى المزاج : ممتاز السٌّمعَة : 4 نقاط : 499 تاريخ التسجيل : 09/12/2007
| موضوع: أميركية استوطنت إيران منذ الخمسينات الخميس ديسمبر 27, 2007 11:06 am | |
| أميركية استوطنت إيران منذ الخمسينات: لن أتركَ البلد طواعية
اعتبرت الاميركية لويز فيروز ايران وطنها منذ نحو نصف قرن، وهي تبلغ من العمر حاليا 75 عاما وتدير مزرعة للخيول في اقصى شمال شرقي البلاد، وشهدت تحول وطنها الجديد من حليف للولايات المتحدة الى عدو لها. انتقلت الى طهران في الخمسينات من القرن الماضي للزواج من شاب ايراني من الطبقة الارستقراطية لكن مكانة اسرة الشاب تغيرت بدرجة كبيرة مع قيام الثورة الاسلامية عام 1979 وما تلاها من حرب استمرت ثماني سنوات مع العراق المجاور.
وواجهت فيروز صعوبات مالية، وأمضت بعض الوقت في السجن لكنها اكتسبت شهرة في عالم الفروسية بسبب عملها على انقاذ سلالة قديمة من الانقراض والعمل على اظهار صلتها بالسلالات الاصيلة التي تشارك في سباقات الخيل في الغرب. وراقبت تحول ايران من حليف للولايات المتحدة الى دولة اسلامية تشجب أميركا باعتبارها «الشيطان الأكبر».
وقالت فيروز، وهي تجلس أمام مدفأة في منزلها البسيط الذي تعيش فيه وحدها الآن «شهدت هبوطا وصعودا عدة مرات. واستغرقت في الذكريات حتى حل الظلام في الخارج حيث تعوي الذئاب».
وتعارض فيروز، وهي واحدة من قلة من الاميركيين، ما زالت موجودة في ايران، السياسة الاميركية في الشرق الاوسط، وتقول ان أي هجوم بسبب برنامج ايران النووي المثير للجدل سيكون بمثابة كارثة على المنطقة.
وقد يعتقد اصدقاؤها الغربيون انها مجنونة، اذ قررت العيش في هذا البلد المعادي للولايات المتحدة، لكن فيروز تقول انها لا تشعر بالندم بسبب حضورها لايران ولن تتركها طواعية.
وقالت «لم أعد أعتبر نفسي أميركية منذ فترة طويلة». وأضافت «كنت سأشعر بخوف أكبر بكثير لو انني أعيش وحدي هكذا في أميركا. أفتقد الكثيرين لكنني لا افتقد أسلوب حياتهم». وتتباهى فيروز بذكرياتها، وهي تسلي زوارها بقصص من حياتها الغنية المتنوعة.
وتضحك فيروز بعينيها الزرقاوين، وهي تتذكر كيف تركت سيارتها ـ ثم قدمت مفاتيحها بعد ذلك لزوجها ـ عندما تطاير الرصاص خارج مقر السفارة الأميركية في طهران قبيل أزمة احتجاز الرهائن عام 1979 التي ما زالت توتر العلاقات بين البلدين.
وبعد ذلك تحكي عن اختراق صاروخ عراقي لسطح منزل الاسرة في العاصمة خلال الحرب العراقية ـ الايرانية بين عامي 1980 و1988 وعن انفجار رأس حربي في مكان قريب. وتذكر من أيام ما قبل الثورة الزوار المهمين الذين كانت هي وزوجها يستضيفانهم ومنهم مبعوثون غربيون وكتاب ومستكشفون. لكن كل ذلك توقف فجأة عندما أطاحت الثورة بالشاه محمد رضا بهلوي، المدعوم من أميركياً، قبل نحو ثلاثين عاماً.
وبسبب النظرة المتشككة من قبل الحكام الاسلاميين الجدد في اسم عائلتها الذي يرجع الى اسرة قاجار التي حكمت البلاد قبل أسرة بهلوي، سجنت فيروز لمدة ثلاثة أسابيع وسجن زوجها نارسي لمدة ثلاثة اشهر.
وحكم على شقيق زوجها بالإعدام لكن الامر انتهى بقضائه ست سنوات في السجن. وتمت مصادرة ممتلكات اقارب لهم وفروا من ايران. وتم اعدام آخرين من معارفهم. وقالت فيروز التي ربت ثلاثة أبناء منهم ابن يعمل حاليا كبير مصوري رويترز في ايران، انها اضطرت لبيع مجوهراتها وفضتها للعيش من ثمنها. وقالت «لم يكن لدينا شيء. لم يكن لدينا حتى ما يكفي من الطعام في ذلك الوقت. كنا نجوع أغلب الوقت». لكنها اضافت ضاحكة «هذا يجعلك تشعر بأنك أصغر سنا. كم من الناس اتيحت لهم الفرصة ان يعيشوا حياتين في عمر واحد». وأعادت الاسرة بناء حياتها بالتدريج واقامت المزرعة بالقرب من القرية التركمانية التي تعيش فيها حاليا.
وبعد أن أصبحت أرملة عام 1994 أصبح اقرب رفاقها الآن خمسة كلاب و45 حصانا وسكان القرية التركمان الذين يعملون في المزرعة التي تواجه مصاعب مالية. ولكسب عيشها تأخذ فيروز مجموعات من السياح الغربيين الباحثين عن الآثار في رحلة على ظهور الخيل مدتها عشرة ايام في الجبال النائية رغم ان ذراعها المكسورة تبطئ حركتها بعض الشيء. وقال لها طبيبها ان سنها لم تعد تسمح بركوب الخيل لكنها قالت لست كبيرة على ركوب الخيل بل على الوقوع من فوق ظهورها. وكانت قد ولدت في مزرعة بفيرجينيا ونقلت حبها للخيل معها الى ايران حيث فتحت مدرسة لتعليم ركوب الخيل وساعدت على انقاذ سلالة قزوين وتربي الآن الخيول التركمانية. وناشدت السلطات مرارا دون جدوى للسماح لها بالبدء في تصديرها، قائلة ان ذلك سيساعد على ضخ دماء جديدة في سلالات الخيول التي تقول ان خصالها بدأت تتراجع.
وقالت بفخر، وهي تربت على ظهر حصان بني، «جياد مثل هذه سيكون لها شأن كبير في الغرب». وكتب الروائي جيسون اليوت، المقيم في لندن في روايته، «مرايا غير المرئي... رحلات في ايران» كيف ان عثوره على عدد محدود من الجياد القزوينية خلال رحلة في الجبال أثار أحاديث زلزلت عالم الفروسية. وكتب يقول ان فيروز لم تكن أول من توصل الى ان هذه السلالة المنقرضة من اسلاف الخيل العربي الشهير، لكنها كانت أول من ثابر لإثبات ذلك. وتابع «ولم يرحب التقليديون في مجال الفروسية بذلك... فتاريخ الفروسية الغربية الذي سحره جمال الخيل العربي كان ينتهي عادة عند نهر الفرات». وتقول فيروز في بيتها البسيط المريح والمليء بالكتب والسجاد الفارسي ورسومات الجياد، انها تعلمت ألا تولي اهتماما كبيرا بالممتلكات الشخصية. وكانت قد قررت ترك الولايات المتحدة عندما بدأت شركات تغريها مع غيرها من الطلاب بمعاشات تقاعد سخية. وقالت «روعني ذلك. الآن بالطبع ليس لديُّ اي برنامج تقاعد ولكني قضيت وقتا ممتعا».
| |
|