ارحمونا و سكروا باب الحارة فضحتونا

صابونة باب الحارة .. حلاق باب الحارة .. مبيض باب الحارة .. طناجر باب الحارة .. " أندر وير " باب الحارة .. انفضحنا وما بقى يتسكر هالباب ..

وكأن الدراما السورية بكل نجاحاتها بدءاً ب " نهاية رجل شجاع " وحتى " رسائل الحب والحرب " ..اختزلت وراء هذا الباب الذي استهلك .. الدراما السورية التي قدمت أعمالاً تفوقت بالمجمل على ما قدمته الدراما العربية الأخرى .. مع احترامي لكل عمل فني يحترم ذائقة المتلقي أياً كانت لغته .

كما لا يمكن إنكار النجاح الكبير الذي حققه هذا المسلسل على المستوى العربي .. وما حظي به من دعم إعلامي وخاصة أنه كان يعرض على الشاشة " الأغنى " مادياً .. والعائدة ملكيتها ل " الهندوراس " .

ويطل علينا كل يوم عباس النوري بـ " كاراكتر " مختلف .. " شي بسكسوكة وشعر طويل وشي بلا سكسوكة " , وكأنه كان طبيباً في مسلسل مكسيكي , وليس الحكيم أبو عصام , لينظّر علينا و يطلق جملته الشهيرة " إذا كانت مصر هي القبلة الوحيدة للصلاة , فأنا أول الكافرين " .. ونحن كفرنا من كتر ما سمعناه عم يحكيها أو نقراها بشي جريدة هون وموقع إخباري هون .

الأنكى من هذا , أن السيد عباس النوري لما كان يواجه بهذه المقولة , كان يشذبها , ويعيد ما قاله بطريقة لا أريد الخوض فيها ولكن أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها " تهرّب " من المواجهة .

ثم نبدأ كعادتنا بنشر غسيلنا " المأنشح " ..شي بيتهم عباس النوري المخرج بسام الملا بأنه تحول إلى منتج , وشي بيرد عليه الملا بأن النوري يريد تفصيل الدور على " قياسو " .

لتبدأ المواقع التي تحب السوريين كثيراً بنشر " الغسيل " .. هذا اختلاف ديمقراطي في مشكلة فنية .. أنا معكم ولكن لنعتز بسوريتنا ونحن الشعب الأعمق حضارة على سطح الأرض .. ولنتوقف عن " البروظة " في مديح الاخر للبحث عن صورة الفنان المثقف .

لطالما اختلفت مع أصدقاء لي حول موضوع الدراما السورية والدراما المصرية .. ولكنني كنت في النهاية أصر على أننا الأكثر قرباً من المشاهد في شتى أصقاع الأرض .

وأظن الكثير منا أصابه الملل من تصريحات بعض ممثلينا حول موضوع الذهاب إلى مصر , وكيف أن البعض بدأ يكيل المديح للأشقاء بحثاً عن فرصة عمل هناك .

الشيء الوحيد الذي نقبله من ممثلينا " المتمصرنين " .. هو مقولة البحث عن " المال " .. وطبعاً هذا ليس عيباً , وهو في النهاية حق مشروع لكل فنان , لأنه في النهاية يبحث عن تأمين حياة كريمة .

أما أن " يتفزلك " البعض ويسوق لفكرة أن الذهاب إلى أرض الكنانة .. أرض الفن .. هو نجاح .. فهذا ما يدخل في باب عدم التوافق مع الذات و الضحك على اللحى .. والأسباب واضحة .. وأي الدراما باتت المرغوبة لدى المشاهد العربي غدا واضحاً .

وحتى لا نذهب بعيداً عن موضوعنا , فإن هذا " الباب الحاري " الذي بات يشغل بال القارئ العربي ..هنا " فوزية " ما رح تكون بالجزء الثالث .. وهناك " جنازة " الحكيم أبو عصام ستكون فاتحة الجزء الثالث .. وهنا " العقيد " سوف يتزوج .. وهناك " لطفية بدها تتطلق " .. وكأن الشعب العربي نسي كل همومه , ولم يعد هناك سوى باب الحارة .

ويستمر كيل الشتائم " المنمقة " بين فنانينا السوريين .. في إطار أدبي يتفننون به في طريق ضمانة ل" خط العودة " إذا ما جوبهوا بتصريحاتهم .. كما فعل الحكيم أبو عصام في موضوع الصلاة على " القبلة " .

يحضرني مشهد من برنامج " العراب " .. أيضاً في حلقة باب الحارة .. سؤال وجهه الإعلامي المبدع " نيشان " لعباس النوري و سامر المصري ..

السؤال كان بما معناه حول " شعوركم أنتم كسوريين وأنت تسمعون الشتائم تكال إليكم يومياً في لبنان " ..

وبمقارنة بين إجابتي الفنانين .. النوري " تبع القبلة " والقائل إن " أصغر مخرج من فرقة الدبكة في التلفزيون السوري أهم من أي مخرج مصري " تهرب من الجواب بالحديث عن مشاعر " مهترئة " ..

أما " العقيد " سامر المصري .. فقد أجاب إجابة واضحة وصارمة عبرت عن شخصية متزنة ومتوافقة مع سوريته .. بالقول إننا كسوريين " نتأذى " من هذا الكلام ونحن الذين قدمنا التضحيات من أجل لبنان ..

و بمقارنة صغيرة بين الإجابتين ..تبدو الأمور واضحة ..

وعلى قولة جدي لو بقي على قيد الحياة " الباب اللي بيجيك منو الريح .. باب الحارة " .. وأنا أقول " سكرو هادا الباب .. فضحتونا " .

عبد الله عبد الوهاب-كاتب سوري