داليا البحيري: التلفزيون المصري لم يرفض عرض «صرخة أنثى»

انتهى عرض مسلسل «صرخة أنثى» حصرياً على تلفزيون أبو ظبي، لكن ردود الفعل حوله لا تزال مستمرة، فالقضية تثار للمرة الأولى عبر شاشة التلفزيون بشكل تميز بالجدية بعيداً عن الطريقة الكوميدية التي كان يقدم من خلالها المصابون باضطرابات جنسية على شاشة السينما، كما أن العرض الحصري على محطة خليجية دفع البعض لاتهام التلفزيون المصري بعدم الحماس للمسلسل رغم أهميته، فيما وصلت داليا البحيري لمستوى النجومية التلفزيونية ليس فقط لأنها أصبحت بطلة أولى، لكن لأنها قدمت ثلاث شخصيات دفعة واحدة بينها فروق كبيرة دفعتها لبذل مجهود أكبر كي يفرق الجمهور بين «عفيفي» و«عفاف» و«عفيفة»، فيما لم يخل الأمر من انتقادات خاصة بالتشعب إلى قضايا بعيدة عن الخط الرئيسي، وغياب النجوم. «الشرق الأوسط» التقت الفنانة داليا البحيري التي تأخذ حالياً قسطاً من الراحة انتظاراً لعروض سينمائية وتلفزيونية جديدة، بعد عرض فيلمها الأخير «جوبا» مع مصطفى شعبان.

نبدأ من المسلسل وما أشيع حول رفض التلفزيون المصري لعرضه سواء في رمضان الماضي او الان؟ هذا الكلام لا يخلو فقط من الصحة وإنما من المنطق، فقطاع الإنتاج التابع للتلفزيون هو الشريك الأكبر في المسلسل، فكيف سيتم تجاهل العمل كما ردد البعض، كل ما في الأمر أننا لم نكن جاهزين للعرض في رمضان الماضي، وهو أمر أسعدني بشدة لأن هناك مسلسلات عديدة تتعرض للظلم بسبب الزحام، حتى لو عرضتها قنوات لها نسبة مشاهدة عالية، فلم يعد هناك معيار يضمن جذب الجمهور للمسلسل في رمضان، كما أن الشهر الفضيل مليء بالنجوم الكبار، يسرا ويحيى الفخراني ونور الشريف، وبالطبع أنا سعيدة للتنافس معهم، لكنني كنت بحاجة الى مسلسل مثل «صرخة أنثى» للاستمتاع بالمشاهدة الهادئة التي تناسب المضمون، لهذا تم العرض الحصري الاول على فضائية «أبو ظبي» واشترت محطات MBC وبانوراما دراما المسلسل أيضا، فيما بدأت قناة النيل للدراما عرضه حاليا، وهو ما يرد على الشائعات غير المنطقية، لأن القناة تابعة للتلفزيون المصري ويشاهدها الملايين من عشاق الدراما المصرية.

في رأيك لماذا حقق «صرخة أنثى» هذه الضجة حتى قبل عرضه بشهور طويلة، لدرجة أنه تمتع بمشاهدة عالية على محطة أبوظبي رغم أنها ليست من المحطات المفضلة للجمهور المصري؟

اختلف معك فيما يتعلق بانتشار «أبو ظبي» في مصر، فالقناة معروفة ولها جمهور وإلا لما عرضت ثلاثة مسلسلات مصرية في رمضان الماضي، لكن المميز بالنسبة لـ«صرخة أنثى» أنه كان المسلسل الجديد الوحيد المعروض خلال يناير فيما لا تزال الفضائيات الأخرى تعيد مسلسلات رمضان، وهو ما يؤكد حاجة المشاهد لمسلسلات جديدة طوال العام، لا في رمضان فقط، وبالنسبة للضجة فهي أمر إيجابي لأي عمل فني، فليس المطلوب أن يصور ويعرض المسلسل أو الفيلم في هدوء، وبالطبع السبب الرئيسي في ترقب الجمهور هو مضمون المسلسل المختلف، والذي قدم فقط على شاشة السينما في شكل كوميدي، لكننا قدمنا قصة واقعية إلى حد كبير. لكن المسلسل متهم بأنه تشعب في قضايا عديدة خارج القضية الأصلية، مثل «خطف الصحافيين» و«الهجرة غير الشرعية»، كما خلا من النجوم وكأنه لداليا البحيري فقط؟

من الصعب الان ان نقدم مسلسلا عن قضية واحدة، فالعمل الفني يقدم حياة متكاملة وبالتأكيد كل شخصية لها نشاطها الخاص الذي يجب أن يظهر للجمهور، ومن حق المؤلف محمد الغيطي في رأيي أن يقدم القضايا التي تهمه من خلال العمل، لكني أختلف معك بشدة فيما يخص «النجوم»، فالممثلون أولا مسؤولية المخرج رائد لبيب، لكنني أعتبر طارق لطفي وإياد نصار وباسم سمرة وغيرهم من الزملاء نجوما لهم جمهور وكلنا اجتهدنا لتقديم عمل مختلف. تساءل البعض عن ضرورة ظهورك توأم «شاب وفتاة» ثم تحول «الشاب» إلى «فتاة»، بالتأكيد هذا الأمر أرهقك فنياً، ومن جهة أخرى لماذا لم يتم اختيار شخصية واحدة تتحول إلى فتاة دون هذا التعدد؟ لأن المسلسل عن «التصحيح الجنسي» الناتج عن جهل الأسرة بمرض الاضطرابات الجنسية، كما أن التوأم المتطابق لا يمكن أن يكون «ولدا وبنتا» هذا من الناحية الطبية، بالتالي أردنا أن نؤكد أن التوأم في المسلسل كانا «بنتين» لكن الأسرة تعاملت مع أحدهما على أنه «ولد» بسبب ضمور الأعضاء التناسلية، حتى كبر وأحس ضرورة «التصحيح» الجنسي، لا «التحول» كما حدث في قضايا أخرى مثل قضية «سالي» التي اتهمتنا بتقديم قصة حياتها وهذا غير صحيح على الإطلاق، وبالطبع الأمر أغراني كممثلة، صحيح كان هناك مجهود كبير لكنه كان ممتعا، ففي البداية قدمت شخصية الرجل الذي لا يشعر برجولته، ثم ما بعد العملية، فتاة كانت رجلا، ثم أصبحت متسابقة في مسابقة لملكة الجمال، فيما الاخت الأنثى الاصلية، تحولت من «ربة بيت» إلى مريضة عقليا نتيجة ما حدث لأسرتها وشقيقها الذي أصبح «شقيقة».

وهل سيكون المسلسل بوابة لمزيد من البطولات المطلقة لداليا البحيري؟ لا أحب تسمية «البطولة المطلقة»، دعنا نقل انه مسلسل يدور حول قصة فتاة وامرأة بشكل أساسي، وبالفعل أستعد مع السيناريست محمد الغيطي لتقديم مسلسل «بنت من الزمان ده» في رمضان المقبل، لكن التفاصيل غير معلنة بعد. نترك التلفزيون ونعود للسينما، هل تعرض فيلم «جوبا» في رأيك لظلم من النقاد الذين رأوا أن الفيلم قدم القضية الفلسطينية بطريقة ساذجة على حد وصف بعضهم؟ المشكلة في رأيي تكمن في طريقة تناول الفيلم، فالبعض تعامل معه على أنه فيلم وطني يدعو لتحرير فلسطين، ولو كانت السينما تقدم حلولا لانتهت مشكلاتنا منذ زمن طويل، لكنه فيلم عن شاب يريد تغيير حياته ويتم ذلك من خلال ضلوعه في عملية تتبع للمقاومة الفلسطينية، هذا هو «جوبا» بكل بساطة! لكنك قدمت شخصية فتاة تستشهد في منتصف الأحداث وهو أمر ترفضه معظم النجمات حالياً؟ أرى الأمر بصورة مختلفة، فالمهم عدد المشاهد المؤثرة التي قدمتها حتى لو كان قليلا، كما أن مشهد الاستشهاد نقطة تحول في حياة البطل، بالتالي يظل عالقا في ذهن الجمهور حتى نهاية الفيلم.

وماذا عن المسرح، هل هناك جديد بخصوص مسرحية «اللجنة»؟

كنت اتمنى تقديم هذه المسرحية لتكون الاولى لي على خشبة المسرح، لكن بعد انجاز كل البروفات توقف العمل بدعوى عدم وجود ميزانية، وفي حال استكماله كما سمعت في وقت لا يناسبني سأضطر للاعتذار رغم حرصي على الوقوف امام الفنان الكبير نور الشريف.