سرطان الثدي يعد أكثر الأمراض انتشارا بين السيدات حول العالم، وعدد اللاتي يصبن به يزداد يوميا. والآن تستعد ثلاث فتيات عربيات، مصرية وفلسطينية ولبنانية، للصعود إلى قمة جبل كليمنجارو، أكثر القمم الأفريقية ارتفاعا، في اليوم الأول من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الجاري، سعياً منهن لتمويل مشروع لمكافحة مرض سرطان الثدي، وذلك في سابقة هي الأولى لنساء عربيات.
وقالت صاحبة الفكرة، وهي الصحافية المصرية عبير سليمان، لوكالة د.ب.أ إنها فكرت في هذا الأمر بعد أن أصيبت سيدة تعمل معها بهذا المرض. ورات معاناة السيدة التي لا تستطيع أن توفر العلاج لنفسها، ولا يكفي راتبها إلى جانب راتب زوجها لتغطية تكلفة العلاج التي تصل إلى 750 جنيها مصريا (130 دولارا تقريبا). وأشارت عبير، إلى أنها وجدت أن المرض «هو الشيء الوحيد الذي يكسر الظهر ويبخر الأحلام، خصوصا في بلد مثل مصر يعيش أكثر من 50 في المائة من شعبها تحت خط الفقر ولا يستطيع مواطنوها توفير العلاج لأنفسهم ولا لأبنائهم».
ونتيجة للبحث، وجدت عبير أن أعلى نسبة وفيات في مصر تنجم عن الإصابة بهذا المرض، حيث تشكل المصابات بهذا النوع من السرطان أكثر من 33 في المائة من الإصابات بمرض السرطان ككل «إلى جانب أن المصابات به يكتشفن ذلك، وهو في المرحلة المتأخرة التي يصعب شفاؤها». وأوضحت أن «النساء في مصر يصبن بسرطان الثدي أكثر من أي بلد آخر، وذلك بسبب الجهل حتى أنني اكتشفت أن هذا المرض يصيب المرأة المصرية وهي في عمر 46 عاما، متقدمة بـ10 أعوام عن غيرها من النساء في بلدان أخرى، أولئك اللواتي يبدأن الإصابة به في عمر 56 عاما». وأشارت إلى أن المرض «يصيب امرأة من بين كل ثماني نساء في العالم».
وقالت عبير إن اختيارها لفكرة تسلق الجبل يأتي لـ«تأكيد تحدي الصعاب إلى جانب جذب رجال الأعمال للتبرع لمثل هذا المشروع، خاصة أنني عشت كل حياتي في إطارٍ من التحدِّي والاستقلالية والاعتماد الكلي على نفسي طوال 14 عاما من بين 30 عاما تشكل عمري، بالإضافة إلى استنادي إلى جسدي الرياضي حيث أمارس لعبة «الكيك بوكسينغ». وأشارت إلى أن الحملة الدعائية المرافقة للرحلة ستعمل على الدعاية لمحاربة هذا المرض من خلال توعية النساء للكشف عنه مبكرا مما يسهل الشفاء منه، خصوصا إذا ما توفرت المتابعة الجيدة، حيث إن الكشف المبكر للمرض يحمل في طياته نسبا عالية لإمكانية الشفاء».
وتعرضت عبير التي تقوم بالتحضير للمشروع بشكل كامل، للعديد من المشكلات مع منظمات المجتمع المدني التي كانت تسعى لدفعها لتبني المشروع، مما حملها فيما بعد على اللجوء إلى المشروع القومي لصحة المرأة للحصول على دعم رئيسته، أستاذة الطب، في القصر العيني درية سالم. وأكدت أنها حصلت على الموافقة المبدئية لدعم فكرتها ووجدت تشجيعاً من هذه السيدة، خاصة أن المشروع القومي وهيئة المعونة الأميركية يخططان لشراء 40 حافلة طبية تبلغ قيمة كل منها 7 ملايين جنيه مصري (1.3 مليون دولار)، حيث ستجول هذه الحافلات في القرى المصرية لمتابعة المرض فيها وتوعية النساء بمخاطره وتعليمهن كيف يكتشفن إصابتهن به مبكرا. ولا يوجد الآن سوى ثلاث حافلات تقوم بهذه المهمة.
وأوضحت الصحافية المصرية أن أيَّ تمويل يحصل عليه مشروعها الخاص بتسلق الجبل، والذي تبلغ تكلفته حوالي 23 ألف دولار، «سيتم تحويله لتمويل شراء مثل هذه الحافلات التي يتوقع لها أن تنجح في تقليص نسبة الوفيات، وزيادة نسبة الشفاء من هذا المرض».
وستصعد عبير وصديقاتها؛ الصحافيتان في قناة «روسيا اليوم» والمقيمتان في روسيا، والفلسطينية ريما إبراهيم واللبنانية ملك جعفر، جبل كليمنجارو من جهة تنزانيا لأنهن لن يستطعن صعوده من جهة كينيا بسبب الأزمة السياسية الحالية هناك.
وسيتم إنشاء موقع على شبكة الانترنت لمتابعة هذه المغامرة الفريدة في نوعها، وذلك لنقل التجربة وكذلك نقل رسالة التحدي التي تهدف إليها رحلة الصديقات الثلاث اللواتي جمعتهن الصدفة في أحد مقاهي القاهرة قبل عامين خلال زيارة قصيرة قامت بها ريما وملك إلى مصر.