محمد متولي: لن أصبغ شعري وأشد وجهي لأبدو صغيرا في نظر الجمهور

رغم امكانياته الفنية التي لا يختلف عليها أحد ونجاحه في تقديم الكوميديا والتراجيديا بشكل اثني عليه فيه الجمهور قبل النقاد، فما زال يشاهد ما يدور من أحداث علي الساحة حيث انتزع النجوم الشباب مجال السينما وفرضوا اسلوبهم عليها ونجحوا في ابعاد معظم الكفاءات التي كانت تؤكد المؤشرات أنهم مستقبل هذه السينما.
بداياته سينمائية عندما أسند إليه المخرج الراحل حسن الإمام دورا مهماً في فيلم خلي بالك من زوزو بطولة النجم حسين فهمي وسندريلا الشاشة الراحلة سعاد حسني والذي استمر في دور العرض زمنا طويلا وحقق رقما كبيرا في الإيرادات ما زال يشغل المتابعين لصناعة السينما حتي الآن.
ورغم أنه نجح مع مجموعة الفنانين بالفيلم إلا أنه واجه حظا عاثرا حيث ابتعد تدريجيا عن السينما ولولا بعض المشاهد القليلة التي يظهر فيها لنسيه جمهوره.

لماذا ابتعدت عنك السينما رغم أن البداية موفقة بشهادة الجميع؟.
ربما العيب ليس في السينما وقتها ولكن فيّ أنا لأني انتبهت إلي التليفزيون الذي بدأ يداعب أبناء جيلي آنذاك ونجحت فيه اكثر من السينما وقدت العديد من الأعمال التي تجاوب معها الجمهور وبخاصة تلك الأعمال التي ألفها المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة وأخرجها الرائع محمد فاضل وابتعد حلمي عن الاستمرار في السينما رويدا رويدا.
ركزت في التليفزيون وتبحث عن كيانك الفني في السينما، كيف نحل هذه المعادلة الصعبة؟.
ركزت في التليفزيون لأن هذا حقي، ولكن اعترض علي الذين استولوا علي السينما وهبطوا بها الي أسفل القاع رغم أن أجيالنا السابقة أوصلتها الي مكانة مرموقة جدا، فأنا لست حزينا علي نفسي إذا كان عندنا سينما حقيقية لكن بشهادة الجميع ما زالت السينما تعيش مرحلة حرجة علي يد الشباب الحالي، وندعو الله جميعا أن تنهض من عثرتها الحالية.
تقول دائما أن مكانك جاهز سواء في التليفزيون أو السينما ماذا تقصد؟
أقصد أنني ألعب في منطقة من الصعب أن تجد فيها فنانا وهي منطقة صلاح منصور وزكي رستم الكل يخشي تقديم اعمال فيها خشية أن يكرههم الجمهور.
نادرا ما نشاهد الفنان محمد متولي علي الشاشة سواء التليفزيون أو السينما فمن المسؤول؟
المنتجون الذين لا يملكون وعيا سينمائيا والذين يرشحون أي أشخاص في أي أدوار رغم عدم تمتعهم بأي موهبة. المنتج لا بد أن يكون متذوقا للفنون ويدرك العمل الجاد والجيد ويفرق بين الغث والسمين، ومن المهم أن يكون المنتج علي دراية وتذوق حتي تصبح اختياراته أقرب إلي الصواب.
تقول أن منطقة صلاح منصور وزكي رستم هي أدوار الشر، لماذا نجحت في تقديمها في أعمال أسامة أنور عكاشة بالتحديد؟
لسبب بسيط أن أعمال عكاشة تشعر فيها للوهلة الأولي بأنها شخصيات حية من لحم ودم، وعندما قدمـــــت شخصيات أسامة أنور عكــــــاشة في مسلسلاته المختلفة مثل أدوار بسـة و طلعـت الجريدي و أبو طــالب شيحة و الفولي وغيرها لم أجد صعوبة في تجسيدها لأن عكاشة سهل المأمورية علينا وتسلسل شخصياته منطقي جدا وفيه قدر كبير من المصداقية.
وأيضا قدمت أدوار الخير في أعمال أسامة أنور عكاشة، فهل وجدت صعوبة ما، وما هي أبرزها؟.
كما قلت أعمال وشخصيات أسامة أنور عكاشة تتمتع بالمصداقية فلم أجد أدني مشكلة في تقديمها حتي أدواره التي قدمتها مثل ميلم و مصطفي بطاطا المحامي رغم أنها قليلة إلا أنها تركت أثرا طيبا في نفوس الجمهور عند عرضها علي الشاشة.
ألم تشفع لك هذه الأدوار في ركوب الموجة وتقدم نفسك في السينما مثلا؟.
أنا لا أركب موجة ولن اصبغ شعري وأشد وجهي حتي أبدو صغيرا في نظر جمهوري والمنتجـــــــين، علي الأقل أنا فنان أملك العديد من الأدوار التي تجاوب معها الجمهور بالايجاب ولست في حاجة لفرض نفسي بأساليب رخيصة، فأنا لا أوافق علي أن أبيع نفسي وأرخصها في سوق الفن.
هل تعتبر نفسك محظوظا؟
الحظ عندي محدود، أنا راض بكل شيء وأعتبر حظي الحقيقي في موهبتي، وربنا أعطاني الحظ في أن أكون أحد نجوم مسلسلات أسامة أنور عكاشة التي تعد أهم الاعمال الدرامية علي الشاشة منذ سنوات طويلة وحتي الآن من أول ليالي الحلمية وأرابيسك وزيزينيا والشهد والدموع وأنت وبابا في المشمش وأهالينا والراية البيضاء وغيرها.
أعمال أسامة أنور عكاشة هل خدمت محمد متولي فقط أم هناك أسماء أخري؟
أعماله خدمت أسماء كبيرة من ليالي الحلمية مثل حسن يوسف وصلاح السعدني وصفية العمري ويحيي الفخراني وآخرين.
بمناسبة شخصياتك التي قدمتها، ما هي أقربها إليك؟
أنا أحب جميع شخصياتي وأحس أنها قريبة مني، ولكن الجمهور يحب جدا شخصية مصطفي بطاطا المحامي في مسلسل أرابيسك.
لماذا؟.
ربما لأنه أطيبهم.
جيلك هم أحمد زكي ويحيي الفخراني والفيشاوي وفردوس عبدالحميد وآثار الحكيم، لماذا لم تحصل علي نجوميتهم أو علي الأقل تتساوي معهم؟
هذه الأمور لا تشغل بالي، لأن لكل فنان ظروفه وآليات عمله، فقد اتيحت لهم فرصة العثور علي أدوار بطولة مطلقة أنا لم يعرض عليّ أحد هذه الأدوار وما زلت أشغل أدوار البطولة الثانية بجدارة.
عملت فترة في أفلام المقاولات ومع ذلك لم تستثمرها في تقديم نفسك كنجم أول فما السبب؟.
أفلام المقاولات بقعــــة سوداء في ثوب السينما الأبيض، وأعترف أن هذه الأفلام صنعت نجوما كثيرة ولكني لست من بينهم.
أحلامك القريبة، كيف تراها؟.
نفسي أعمل سينما كويسة ، ما زلت أحلم بدور جميل، أتمني أن أحصل علي حقي الطبيعي في السينما، فأنا ما زلت مهضوم الحق ولا أشتكي.
لماذا تحزن عندما يصنفك النقاد بأنك كوميدي؟
لأني لست كوميديا، أنا أقدم الكوميديا بنفس درجة إجادتي للتراجيديا، ولا أحبذ أن يصنفني النقاد علي أنني كوميديا فقط فأنا العب اللونين بدرجات متفاوتة ولا أحصر نفسي في لون أو أجيد لون علي حساب الآخر.
في شخصية مصطفي بطاطا في مسلسل أرابيسك قدمت كوميديا وسرعان ما تحولت للتراجيدي، هل وجدت صعوبة ما في ذلك؟.
في مصطفي بطاطا قدمت كوميديا الموقف وتحس أنها ليست مقصودة بمعني لا انها تأتي بشكل عفوي وتلقائي والكوميديا تقع ما بين يدي وكنت اصل لمراحل الشجن علي مشارف البكاء ولكنني لا ابكي، وهذا هو المهم.