ملك أوتار المدير العام
عدد الرسائل : 3067 العمر : 45 الموقع : منتديات اوتار الفنية . العمل/الترفيه : مدير المنتدى المزاج : ممتاز السٌّمعَة : 4 نقاط : 499 تاريخ التسجيل : 09/12/2007
| موضوع: ثلث سكان غزة يقطعون الحدود مع مصر بعضهم للعلاج وآخرون للتنزه ومعظمهم للتزود بالحاجيات لا سيما السجائ الخميس يناير 24, 2008 11:13 am | |
| ثلث سكان غزة يقطعون الحدود مع مصر بعضهم للعلاج وآخرون للتنزه ومعظمهم للتزود بالحاجيات لا سيما السجائر والغاز
كان أحدهما يحمل المظلة فوق رأسها لحمايتها من المطر المنهمر بغزارة، بينما كان الثاني يدفع الكرسي المتحرك الذي كان يحمل امهما التي تبلغ من العمر، 60 عاما. كان سعد البليمي، 34 عاما، وشقيقه محمد، 30 عاما، يسرعان الخطى فجر أمس وسط الشارع الذي يخترق كروم الزيتون الواقعة شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة باتجاه شارع صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه. لم يكن سعد ومحمد يصدقان أنه سيكون بإمكان أمهما التوجه لمصر لإجراء العملية الجراحية التي سبق أن حددت لها في زيارة سابقة لمصر. لكن الاتصالات التي ظل الاثنان يتلقيانها منذ ساعات الفجر الأولى التي أكدت أن معبر رفح الحدودي قد فتح الليلة قبل الماضية عنوة، من قبل مسلحين فلسطينيين، جعلت حلم هذه العائلة حقيقة. وكما قال سعد لـ«الشرق الأوسط» إنه كان يشعر «وكأن حكماً بالإعدام على أمي قد أبطل». كل من وُجِدَ منذ ساعات فجر امس على طول الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة كان يلحظ من بين عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين تدفقوا عبر الثغرات التي أحدثها المسلحون، مئات من المرضى كانوا يدفعون على كراسيهم المتحركة. فقد شكلت هذه الخطوة فرصة ثمينة للمئات من المصابين بالأمراض المزمنة أن يتوجهوا الى مصر بعد أن حظرت اسرائيل عليهم مغادرة القطاع لتلقي العلاج. فحتى الآن، ووفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، فقد توفي أكثر من 80 مريضا جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ أكثر من سبعة أشهر. ومنذ ساعات الفجر الأولى، يكاد كل من يسير قرب شارع صلاح الدين، لا يسمع إلا أصوات الصفارات التي تطلقها سيارات الإسعاف التي تقل المرضى الى الشريط الحدودي. وعلى الطرف الثاني من الحدود تحولت شوارع مدينة رفح المصرية الى سوق واحدة كبيرة، حيث سرعان ما ادرك التجار هناك أهمية الفرصة، فقاموا بجلب البضائع لبيعها للفلسطينيين الذين قدم معظمهم لشراء ما ينقصه من حاجيات أساسية افتقدها في ظل الحصار الخانق الذي يعيشه القطاع. فأصحاب الصيدليات في رفح المصرية لم ينفكوا عن الاتصال بشركات توزيع الدواء في القاهرة لحثها على ارسال المزيد من الدواء لبيعه للفلسطينيين. الفلسطينيون الذين توافدوا على المكان لم يوفروا شيئا تقريباً من البضائع. وشوهد البعض يحمل على ظهره اسطوانات غاز لتعبئتها من محطات توزيع الغاز في الجانب المصري، وبعض آخر يحملها على عربات تجرها الحمير. لكن اكثر ما بحث عنه الغزاويون هو السجائر، حيث أن اسعار الدخان في القطاع جنونية بكل ما تعني الكلمة. وبعض الذين تدفقوا اشتروا كميات كبيرة من الدخان للاتجار به بعد عودته. وهناك سيدات من اللاتي يطلق عليهن تاجرات الشنطة، عكفن منذ ساعات الفجر الأولى على التحرك بين شقي رفح وهن يحملن على رؤوسهن البضائع لبيعها في الأسواق الشعبية.
فتح المعبر مثلَ حدثاً سعيداً لآلاف الفلسطينيين الذين كانوا عالقين على الحدود منذ فترة طويلة، ففرحة هؤلاء لا توصف. كما أن الطلاب الفلسطينيين الذين كانوا عالقين في غزة وجدوا في ذلك فرصة لمغادرة القطاع والعودة الى جامعاتهم في مصر والخارج.
المصادر الفلسطينية قالت إن السلطات المصرية قامت بختم جوازات الطلاب والمرضى للسماح لهم بالوصول الى القاهرة، حيث أنه بعد العريش قامت الاجهزة الامنية المصرية بوضع الحواجز العسكرية لمنع السيل الغزاوي من عبور قناة السويس.
ليس كل من توجه لرفح كانت دوافعه الشراء والتسوق، فهناك من ذهب هناك لزيارة اقاربه واصدقائه، وهناك من ذهب للترفيه. وقال سليمان النعيم، 52 عاماً، ميكانيكي السيارات في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع لـ«الشرق الاوسط» إنه يريد أن تقطع به السيارات مسافات طويلة، مشيراً الى أن المسافة من اقصى قطاع غزة الى اقصاه لا تتجاوز 40 كيلومتراً. وحتى المقاومون وجدوا بعضهم الفرصة للترويح عن انفسهم بالتوجه للطرف الثاني من الحدود. في كل هذا المشهد، كان الجنود المصريون يقومون بتنظيم حركة السير بالقرب من الشريط الحدودي.
من ناحيتها، امتدحت حركة حماس موقف مصر، مشيدة بوقوفها «إلى جانب كافة القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني على الصعيد الإنساني والسياسي، وان حقوق الجوار والعروبة والإسلام تحتم عليهم الوقوف إلى جانب شعبنا». وفي بيان صحفي قالت حماس «مصر محمية قانونياً وإنسانياً وعربياً وإسلامياً وقومياً تجاه ما تقوم به من دور ريادي في حماية المصالح العليا للشعب الفلسطيني». واضاف البيان «نحن إذ نقدر لهم هذا الدور نرى انه لابد من ضرورة استمرار وتواصل كافة الجهود المصرية والعربية والإسلامية لرفع الحصار الكامل عن شعبنا، وفتح كافة المعابر ووقف العدوان الصهيوني الغاشم على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا» حسب البيان.
| |
|