قهوة بعرة أشهر قهوة للكومبارس فى القاهرة

تعتبر قهوة ( بعرة ) من أقدم المقاهي التي يجلس فيها كل من يحلم بالعمل في الفن خصوصاً الكومبارس الذين يتوقون للوصول إلى النجومية، مع أن بعضهم دخل خريف العمر، وينتظرون الحصول على أدوار في مشهد أو اثنين سواء في الدراما التلفزيونية أو السينمائية.

عن هذا المقهى ورواده وذكرياتهم تدور السطور التالية.

بدأ حسن كفتة (أقدم هؤلاء الكومبارس)، العمل في هذه المهنة منذ عام 1948 في فيلم مع سعد عبد الوهاب وكان عمره آنذاك عشر سنوات، من ثم عمل مع فريد شوقي في «جعلوني مجرماً» ثم في «30 يوماً في السجن»، وفي العديد من الأفلام آخرها «علي سبايسي»، «حريم كريم»، «الساحر» و{أصحاب ولا بيزنس» وغيرها.

يتكلم بحسرة عن معاناة الكومبارس في مصر: «أجر المهنة ضئيل ويبدأ من 15 إلى 25 جنيهاً، يشمل أحياناً وجبة غداء وثمن بطاقة المواصلات، بينما يحصل النجم على أضعاف هذا المبلغ، ولو حدث مكروه لأحد منا لا يوجد تأمين ولا ضمانات».

يجلس حسن كفته (معروف باسم الشهرة هذا) يومياً في المقهى للحصول على عمل ولمعرفة أخبار زملائه وأخبار الأعمال الجديدة، وفي حال عدم توافر ثمن فنجان القهوة لديه يجلس على الرصيف المقابل.

إجحاف ومشاكل

شارك محمد فتحي (من مشاهير الكومبارس) في أكثر من 100 فيلم وظهر خلالها في مشهد أو اثنين من بينها: «55 إسعاف»، «معالي الوزير»، «الواد محروس بتاع الوزير».

يشير بحسرة: «نحن ككومبارس لا نأخذ حقنا، نتعرض لإصابات كثيرة ونتحمل تكاليف العلاج، مثلاً انكسر إصبعي أثناء تصوير أحد المشاهد وعالجته على حسابي».

يضيف فتحي: «كثيراً ما تحدث مشاكل بيننا لأن «الريجيسير» المسؤول عن اختيار الكومبارس، يحتاج عادة إلى عدد محدود بينما نكون 50 شخصاً في المقهى، ونتوق جميعاً إلى العمل، فنتصارع للحصول على الأدوار وتقع الخلافات والمشاكل».

من جهته يعمل صادق محمود في هذه المهنة منذ 30 عاما، يوضح: «بدأت في فيلم «قلب من ذهب» ثم «جعلوني مجرماً»، ومثلت بعد ذلك في مجموعة من المسلسلات من بينها: «أوراق مصرية»، «البيت الكبير»، «ضبط وإحضار»... يوافق بدوره على ما أشار إليه زملاؤه من معاناة الكومبارس في البحث عن مورد للرزق .

حاجة وعوز

عمل حمدي فرج القاضي مع عادل إمام وسمية الخشاب ومحمد سعد وغيرهم من النجوم، ويروي سوء أوضاع الكومبارس في مصر قائلا: «للأسف الأجر ضعيف ولا يتجاوز 15 جنيها سواء كان الكومبارس متكلماً أو صامتاً، لم يتغير هذا الأجر منذ فترة طويلة ولا يكفي بالطبع مصاريف الحياة، يضاف إلى ذلك أن العمل لا يتجاوز أحيانا 10 أو 15 يوماً في الشهر».

أما عوض أحمد محمد فيرتاد مقهى «بعرة» منذ 15 عاما، يبحث عن رزقه وينتظر أن يختاره المنتجون لأداء أحد الأدوار، شارك في فيلمي «يا أنا يا خالتي» و{كتكوت» إضافة إلى المسلسلات التلفزيونية.

تاريخ حافل

افتتح المقهى عام 1939 وكان اسمه نادي الكرسال، يروي سيد الزناتي، صاحبه، أن والده اختار هذا المكان لقربه من شارع عماد الدين وكان الوحيد في المنطقة. «في البداية كان يجلس فيه الموظفون ولكن ما لبث أن جذب أهل الفن خصوصاً أننا لا نغالي في أسعار المشروبات، ويظل مفتوحاً حتى ساعة متأخرة من الليل».

يضيف: «في المنطقة اليوم تسعة مقاهي، مع ذلك يبقى مقهى «بعرة» الأشهر، ولا يوجد فنان في مصر لم يجلس فيه لأنه على مقربة من مكتب ريجيسير معروف».

من أشهر رواده: رشدي أباظة، عادل إمام، محمود حميدة، الشحات مبروك، يوسف شعبان، توفيق الدقن، أحمد زكي، فريد شوقي، محمد سعد. كما يرتاده خريجو معاهد التمثيل لأنه المركز الرئيس لتجمع الكومبارس.