إجماع بين النقاد وتنوع في الأسباب
ياسر المصري يتربع على عرش الدراما البدوية في "عيون عليا"
- بن عدوان السبب
- مخاوف النجومية
بطل "نمر بن عدوان" مطمئن إلى قدراته كممثل، ويجد فيها الاستثمار الحقيقي
خالد أبوزيد – mbc.net
يكاد النقاد والمتخصصون الفنيون في الأردن يجمعون على أن الفنان ياسر المصري بات اليوم واحدا من أبرز أعلام الدراما البدوية، ونجومها، ورقما صحيحا في معادلة نهضة الدراما الأردنية الجديدة، باعتباره من أوائل من اخترقوا حاجز تجاهل الفنان الأردني داخل وطنه وخارجه، مشيرين إلى أن المكانة التي تبوأها بعد "نمر بن عدوان" تُعد - بلا ريب - إنجازا شخصيا كبيرا له، ونجاحا عاما للدراما الأردنية، التي تمكنت أخيرا في فرض نجومها، وتأمين قبول كبير لهم على المستوى العربي.
فكيف تمكن ياسر المصري من تحقيق تلك المكانة، وهذا الإنجاز؟
هذه قراءة في الأسباب.. فبالتأكيد أن النجاح الذي تهيأ للمصري، ونقله مرة واحدة إلى الصف الأول من الفنانين العرب، ليس له نفس المذاق، أو التفسير عند الآخرين؛ ففيما لا يشك المشاهدون والبعيدون بكونه نجاحًا باهرًا، ولا يترددون في غبطته عليه؛ فإن استقبال هذا النجاح له لون ثانٍ عند البعض الآخر، ويختلف عليه، وإن كان في حدود لا تذهب إلى التشكيك به صراحة ومباشرة، بل تورد أسبابا واقعية وموضوعية.
بن عدوان السببيرى البعض أن نجاح المصري قد استند - إلى حدٍّ كبير- إلى المكانة التي يحتلها "نمر بن عدوان"، وشعره، وقصة حبه، في البادية العربية.
ويعزو بعض آخر النجاح الذي حققه المصري إلى التوافق الفطري والطبيعي بين صورة "نمر بن عدوان" كما هي محفوظة في المخيلة الشعبية، والصورة التي قدمها المصري على الشاشة، ويؤكد بعض ثالث، أن مرَّد النجاح، هو بالأساس، الحاجة الاجتماعية الماسة والعامة إلى جرعة رومانسية والرغبة الدفينة في التأكيد على قيم الوفاء الرومانسي.
أما المصري نفسه، الذي يتجنب في الغالب - خلال لحظات ظهوره الإعلامي - استعراض الأسباب التي يعتقد بها، فإنه يلجأ إلى التأكيد على دور كل الأسباب الواردة، خاتما كلامه، بالإشارة إلى النعمة والتوفيق الإلهي، ولعله محق؛ فمحبة الناس وجمهور المشاهدين أنصفته أكثر مما يمكن لأي كلام أن ينصفه.
مخاوف النجوميةيخشى المصري من تبدد النجومية التي لا يرتاح لها، ولا يطمئن لطيفها، لكنها مُسجلة عليه، ومُقيدة على ذمته، لذا فهو لا يستمسك بها، لا سيما أنه يدرك في أعماقه أنها تتغذى - بشكل ما - من النجاحات التي تعيشها الدراما الأردنية، ومن هنا، فإن أمرَ هذه الأخيرة يؤرقه أكثر.
يزعجه من النجومية وهم التفرد بالقدرات، ويثقل عليه ما فيها من تخصيص في الثناء؛ لذا فهو يكثر من النظر حوله، ويحرص على ملاحظة نجاحات زملائه ومجايليه باحتفاء صادق، وبإيمانٍ بأن أماكنهم إلى جواره محجوزة تنتظرهم. وهذا بالنسبة له الوسيلة الناجعة لمواجهة مخاطر نجومية لم يختر وقتها، ولا يطمئن إلى أسبابها.
وبعيدا عن هواجس النجومية وكوابيسها، فإن المصري مطمئن إلى قدراته كممثل، ويجد فيها الاستثمار الحقيقي، الذي يستحق العناية والرعاية، فلا يدخر جهدا، ولا يوفر وقتا في الاشتغال عليها، وتنميتها في الجوانب التي يعتقدها بحاجة إلى ذلك.. ويستثمر كل دور جديد في النبش في خباياها وأعماقها عن جديد غير مكتشف.
وبدون التقليل من شأن مسيرة الفنان ياسر المصري، التي سبقت دوره في "نمر بن عدوان" و"عيون عليا"، فإن ما حققه لغاية اليوم، ليس سوى مقدمات بعدها ما بعدها؛ فإذا كان يطيب لصناع الدراما أن يصفوا الانطلاقة الجديدة للدراما الأردنية بالفرس الجامحة، فإن الفنان ياسر المصري -المغرم بالخيول والأصايل- لا يجد صعوبة في الثبات على السرج.