نقاد اعتبروا فيلم "دخان بلا نار" مرتبكا سياسيا
خالد النبوي وسيرين عبد النور يشعلان فتنة لبنانية بأبو ظبي
"دخان بلا نار" انتقد الهيمنة السورية الأمريكية على لبنان
أبو ظبي – أ ف ب
أثار فيلم "دخان بلا نار" -الذي يقوم ببطولة الفنان المصري خالد النبوي والمطربة اللبنانية سيرين عبد النور- جدلا بشأن الدلالات السياسية التي يحملها الفيلم، الذي تدور أحداثه في لبنان، ووُصفت بأنها تنتقد "الهيمنة السورية والأمريكية على هذا البلد". وتم عرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للدورة الثانية من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبو ظبي.
ودافع سمير حبشي المخرج اللبناني عن فيلمه "دخان بلا نار"، في المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض الفيلم الخميس، قائلا "في لبنان يوجد نوع ثالث من البشر ممن ليسوا مع سوريا وليسوا مع أمريكا"، مضيفا "أنا ضد كل من يتدخل في لبنان، وإنه من حق المبدع أن يطرح أسئلة وأن يعبر عن التاريخ والقضايا المطروحة وفق ما يراه".
وتدور أحداث الفيلم حول مخرج مصري (خالد النبوي) يريد عمل فيلم عن القمع في العالم العربي، ويختار بيروت لتنفيذ عمله، معتبرا أنها تتمتع بهامش حرية تعبير كبير.
لكن الواقع سرعان ما يثبت له غير ذلك، حيث لا يستطيع كتابة الفيلم بسبب الأوضاع التي يمر بها لبنان، وتحكم قوى خارجية إقليمية ودولية بمصيره، فيتطرق للقمع من قبل الاستخبارات، وللتدخل السوري والأمريكي في لبنان، ويلتقي بأناس تعرضوا للتعذيب في السجون، ثم يصبح هو ذاته ضحية للتعذيب بعد اتهامه بقيادة خلية للقاعدة في بيروت. ثم يمزج الفيلم في هذا الإطار بين الواقع والخيال في أجواء بوليسية يطغى عليها جو المغامرة.
"مرتبك سياسيا"واعتبر بعض النقاد والصحفيين أن الفيلم "مرتبك سياسيا"، رغم كونه يحاول وصف واقع لبناني متشابك ومتغير، حيث كثيرا ما تختلف فيه الانتماءات تبعا لظروف الأفراد وهشاشتهم أو قابليتهم السريعة للتخلي عن المبادئ.
ودلل النقاد والصحفيون على حالة الارتباك السياسي في الفيلم باستخدام حبشي صورا مشابهة لصور القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، واعتقال خالد النبوي في الفيلم. ولكن مخرج الفيلم أكد أن من حقه أن يعبر بحرية عن أفكاره، وفي أن يطرح الكثير من الأسئلة حول ما يحدث حوله.
واتهم حبشي -وهو أول مخرج لبناني ينجز فيلما روائيا بعد انتهاء الحرب الأهلية لبنان عام 1992- وسائل الإعلام ومن ورائها السياسيين بتحريف الحقائق التي يتعرض لها فيلمه. وقال "إن بطل الفيلم المخرج وحيد شاب عملي؛ فهو من ناحية يؤمن بقضية لكن حياته تبدو له أهم من القضية التي يؤمن بها ما يفسر تحول موقفه. هو يحافظ أولا على نفسه وبعدها يفكر، وهذا نمط لبناني موجود".
وشاركت النبوي في بطولة الفيلم سيرين عبد النور، التي سجلت في الفيلم أول ظهور سينمائي لها، بجانب الممثلين ديامون بو عبود، ورودني الحداد.
تطويل زائدوبجانب الجدل السياسي، تعرض الفيلم لانتقادات فنية، فكما كان الحال في الفيلم الأول للمخرج اشتكى النقاد من "التطويل الذي لا تنقذه جودة كتابة السيناريو وجودة التصوير الذي أداه ميلاد طوق، ولا سلاسة التقطيع وعملية المونتاج". حيث لفت النقاد إلى إطالات في المعالجة خاصة في الانتقال بين الريف والمدينة، وحيث أراد المخرج -كما قال في المؤتمر الصحفي- أن يتكلم عن العشيرة والسلطة.
كما قال بعض النقاد إن الفيلم افتقد عمق الشخصيات والصدق اللذين اتسم بهما فيلم مثل "نهلا" للمخرج الجزائري فاروق بلوفة، الذي صور بداية الحرب اللبنانية واستخدم صحفيا للإضاءة على الواقع اللبناني وواقع الفلسطينيين في لبنان في تلك الفترة.
وعبر النبوي -خلال جلسة مع الإعلاميين عقب عرض الفيلم- عن فخره بعمله مع المخرج اللبناني سمير حبشي، ورأى أنه استطاع التعبير عن معاناة اللبنانيين في تلك الفترة، وأشار إلى أنه يغطي الأحداث اللبنانية منذ توقيع اتفاق الطائف عام 1989 وحتى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وفيلم "دخان بلا نار" من إنتاج شركة مصر العالمية-جابي خوري، وتلفزيون أي آرت، في أول مشاركة له في إنتاج فيلم روائي ضمن مشاريع إنتاجية جديدة قادمة.
وينتظر عرض فيلمين آخرين عربيين في مسابقة أبو ظبي، وهما الفيلم المصري "سلطة فوزية" لمجدي أحمد علي، والمغربي "زمن الرفاق" لمحمد شريف طريبق، على أن تعلن جوائز المهرجان يوم الأحد المقبل.