يعرض بمهرجان أبو ظبي السينمائي
"خلطة" إلهام شاهين للفقراء تواجه شذوذ "حين ميسرة"
- راقصة تستعد للقبر
- حس كوميدي
إلهام شاهين وغادة عبد الرازق في مشهد من الفيلم
أبو ظبي - mbc.net
في الوقت الذي كشف فيه فيلم "حين ميسرة" للمخرج خالد يوسف الظواهر السلبية للعشوائيات كالعنف والتطرف والشذوذ الجنسي وغيرها، فإن فيلم "خلطة فوزية" للنجمة إلهام شاهين -الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الشرق الأوسط في أبو ظبي- استطاع أن يقدم منظورا مغايرا لعالم المهمشين عبر تناول إنسانية الفقراء وطرقهم في التكيف الاجتماعي.
ويعود المخرج المصري مجدي أحمد علي مع "خلطة فوزية" إلى الإخراج السينمائي بفيلم مختلف عن السائد مع امرأة من حي عشوائي فقير تتدبر أمرها بشطارة دون أن يحبطها فشل زيجة أو طلاق.
وفوزية امرأة كلمتها مسموعة من رجال أنجبت من كل منهم ولدا، وحافظت على علاقة جيدة ومستمرة بهم بعد طلاقها منهم.
وتزوجت فوزية بخمسة رجال آخرهم "حودة" سائق عربية الشحن الصغيرة الذي تعرفت إليه فيما كان يعود بها من مأتم أحد أزواجها السابقين.
وتؤدي الفنانة إلهام شاهين -العائدة إلى الشاشة الكبيرة بعد 4 سنوات- دور الأم الشجاعة، فيما تخوض بجانب أخيها أيمن شاهين تجربتها الإنتاجية الأولى.
ويتميز "خلطة فوزية" في تبيان إنسانية المهمشين ووضعهم الذي يجعلهم أكثر تكاتفا، كما أنه يحرر المرأة سلفا من كثير من المحرمات.
وكما يقول مراسل وكالة فرانس برس فإن عنوان الفيلم لا يعبر فقط عن الجمعيات الصغيرة التي تقام في بيت فوزية لإعداد المربى والكعك لبيعه، وإنما كذلك عن خلطة سحرية لسيرة الحياة التي تضاف نكهات مختلفة إليها لتنويعها كما الأطباق.
وهذه الخلطة هي مزيج من البؤس والأمل والرغبات والتمسك بفسحة العيش لهؤلاء الناس البسطاء.
راقصة تستعد للقبرويصور الفيلم خيوطا عديدة للحارة الشعبية من خلال فوزية وجيرانها كالراقصة السابقة التي تؤدي دورها نجوى فؤاد والتي تصر على الحياة وتبالغ في مكياجها، بينما تعد لعملية دفنها في مكان مزهر مريح.
وفي الفقر المدقع يجد الناس سبيلهم إلى السعادة بأن يقبلوا ما هم فيه وإن كانوا يتمردون ويحاولون تغييره بلمسات صغيرة مع بقاء نفوسهم الغنية حية.
وتبدو فوزية مثل شجرة التوت الراسخة في ذلك المكان الضيق، لكن ذلك لا يمنعها من أن تثمر في لحظات الموت والحياة على نحو متوال فلحظة عرس الجارة التي انتظرت العريس طويلا توافقت مع موت ابن فوزية المقعد حين دهسته سيارة في مشهد صوره مجدي أحمد علي على نحو مبتكر خلاق.
لكن وبقدر ما يبدو موت الزوج السابق خلال عرسه واقعيا في هذا الفيلم بقدر ما يبدو موت الابن مفتعلا وكذلك معظم ما يليه من أحداث ترهق وتيرة الفيلم وربما تجعله محصورا بالسوق المصرية.
حس كوميديويمتلك الفيلم حسا كوميديا ساخرا، يعززه أداء الممثلين مثل فتحي عبد الوهاب، وعزت أبو عوف، وهالة صدقي التي ظهرت في دور صغير وغيرهم.
وإذا كانت إلهام شاهين أدت في الفيلم أحد أجمل أدوارها في السنوات الأخيرة فإن غادة عبد الرازق أدت دورا يبرز تحرر المرأة المنتمية للطبقة الشعبية وتلقائيتها وقدرتها على التعبير عن نفسها في الواقع وفي الممارسة.
وينتمي هذا الفيلم إلى السينما المصرية الواقعية التي التفتت إلى المهمشين في التسعينيات مثل "ليه يا بنفسج" للراحل رضوان الكاشف.
وكان الأدب المصري سبق السينما وقارب هذه الطبقات الفقيرة في الستينيات خاصة مع بروز تيار الواقعية السحرية وانتشاره في العالم.
وقامت نانسي عبد الفتاح بتصوير الفيلم الذي كتبت هناء عطية السيناريو له في أول تجربة لها.
وانتزع مجدي أحمد علي الجوائز على فيلمه "يا دنيا يا غرامي" (1995) الذي جال على عدد من المهرجانات ودفعه بقوة إلى الساحة الإخراجية. ويعمل مجدي أحمد علي على التحضير لمسلسل جديد حول بليغ حمدي يفترض أن يبدأ تصويره في الربيع المقبل.