إن تبوحي بالحبّ أو لا تبوحي للشاعر:سعود الأسدي

إن تبوحي بالحبّ أو لا تبوحي
للشاعر : سعود الأسدي

إنْ تَبُوحي بالحبِّ أو لا تبوحي
يكفِني منكِ أنْ تكوني طموحي
وردةُ الحُبِّ أزهَرَتْ في ضلوعي
وتغذّتْ علـى نزيفِ جروحي
فانشُقيها على سيـاجِ زهوري
ثُمَّ نامي علـى بيـادرِ روحي
وإذا شئتِ فوقَ عُرْزانِ* قلبي
واطمَئنِّي ولا تخافي جُنوحي
نشربُ الكاسَ من حُبورٍ وأُسْقَى
منكِ حُسْناً بكأسِ وجهٍ صَبُوحِ
إنّمـا أنتِ سَمْحـةٌ وسَماحي
قَلَّ أنْ يلتقـي بطَبْـعٍ سمَوحِ
سَنَحَتْ فرصـةُ الحيـاةِ فَهَيّا
نغتنمْ ما نُحِبّـهُ من سُنُـوحِ
لا تَروحي ! فَنُزْهَةُ العُمْرِ قالتْ :
أنتِ روحي ، بالله لا ! لا تروحي !
فأنا جامـحُ الغـرامِ وحالي
تَتَوَقَّـى أنْ يُسْتَفَزَّجُمـوحي
لاحَ منديلُكِ الحريرُ : تعالي
كلُّ سُؤْلي يا حلـوتي أنْ تَلُوحي
ألمحُ النّجْمَ في السمـاءِ مُضيئاً
بِسَنَى وجهِكِ المضيءِ اللمُوحِ*
وأشُـمُّ العُطورَ مِنْكِ كأنّي
شِمْتُ *زهراً يفوحُ معْ كلِّ ريحِ
وإزائي زهرُ الربيعِ شَهِيٌّ
من عَرَارٍ وأقْحُوانٍ وشِيحِ
وأرَى في الغيومِ ثوبَ حريرٍ
بكِ يزهـو مُذَهَّـبَ التّوشيحِ
وَلِقَوْسِ الغمامِ سِحْرٌ وإني
لا أرى تاجَه كتاجكِ يُوْحي
وهو نيسانُ والطيورُ تَناغَى
بِلُغاهـا بالرمـزِ والتلميحِ
وأرَى الغُصْـنَ راقصاً يتثنَّى
فأغنِّي كما الكَنَـارِ الصَّدُوحِ
غيرَ أنّي مما يُغنِّيكِ شعري
صِرْتُ شجْواً في نايِهِ المبحوحِ
أنَّةُ النايِ أشْعَلَتْ فِيَّ ناراً
مثلَ نـارٍ قد أُشْعِلتْ للذّبيحِ
أو كنارِ المجوسِ يومَ هَدَاهُمْ
ضوءُ نجمِ السّمَا لمهْدِ المسيحِ
ها أنا ساهــرٌ وليلي انتظارٌ
رُبَّ ليلٍ يُرَى كعبْـدٍ جريحِ
أرقبُ النّجْمَ في خشوعٍ وألقَى
كلَّ نجـمٍ يجـودُ بالتسبيحِ
ولكِ الفَضْلُ في سياحةِ روحي
في فضاءٍ كمثلِ بَـرٍّ فسيحِ
والذي أرتجيهِ من كلِّ قلبي
أنْ تكوني برفقتي وَتَسُوحي
ولكِ المدْحُ أولاً وأخيرأ
طولَ عُمْري ، وأسْتَقِلُّ مديحي
لمْ أصَرِّحْ بما أريـدُ وإنّي
غيرُ ذي حاجةٍ إلى التّصريحِ
فاقصُدي بابَ خَلْوَتي وادخُليها
وأريحي ليلَ الكَرَى وأستريحي !
ــــــــ
* عِرْزان أو ( عُرزان أو عِرزال ):
عريشة تُنصب من أعواد الشجر
ينام الناطور أوالراعي عليها .
*اللموح : اللامع .
* شِمْتُ : نظرت إلى ، تطلّعت .