نهال عنبر: لا أجيد أدوار الشر الا علي الشاشة فقط

تعيش أدوار الشر التي يهرب منها أغلب الفنانين وتقدم أدوارها بعشق شديد وتؤكد أن الجمهور يحب أن يراها مختلفة وليس في نمط واحد وهو السيدة المتسلطة سليطة اللسان.
وتقول نهال عنبر: أجد في أدوار الشر متنفسا لي أطل من خلاله علي جمهوري، وأنا حريصة كل الحرص علي التنوع وهذا يمثل كم الأدوار التي اعتذر عنها لأنها تطلب مني نمطا معينا من الأدوار أرفضها ولا أتعاطي معها لأني باختصار لا أجد نفسي فيها.
وفي الوقت الذي دبت فيه البطالة الي نجمات عديدة كانت نهال عنبر قاسما مشتركا في معظم الأعمال الدرامية علي الشاشة.
تقول: اللهم لا حسد فأنا لا أسعي لكي اشتغل ولكن هذه رؤية جهات انتاجية ومخرجين يرونني أناسب هذه الأعمال التي رشحوني لها.
في الوقت الذي كنت تبحثين فيه عن أول بطولة مسرحية لك في مسرحية هاملت اخراج هاني مطاوع، اعتذرت عنها وكان اعتذارك حديث الوسط الفني آنذاك من باب رفس النعمة التي جاءتك، كيف نفسر أسباب الاعتذار؟
أنا اعتذرت عن بطولة هذه المسرحية لكي أتفرغ لتصوير عدد من المسلسلات التي أعجبتني فكرتها ووقعت عقودا لها آنذاك، وأعتقد أن عددها 6 مسلسلات تقريبا، وأتذكر من بينها مسلسل العصيان الجزء الثاني خاصة أنني قدمت الجزء الأول ولاقي نجاحا منقطع النظير وخشيت أن يضيع الجزء الثاني مني لو اعتذرت عنه لهذا وافقت علي الفور لاستثمار النجاح في الجزء الأول، ومسلسل أبيض في أبيض ومسلسل الحياة والسراب ومسلسل فارس الرومانسية الذي تناول السيرة الذاتية للأديب الراحل يوسف السباعي وقمت بدور والدته بالمسلسل تلك السيدة العظيمة التي لا تقرأ ولا تكتب ومع ذلك أخرجت لمصر 3 وزراء عظماء.
هل ضحيت بمسلسلات خوفا من الوقوف علي خشبة المسرح؟
ليس بالضبط، أي فنان عاقل لا بد أن يفعل ما أقدمت عليه ولا يفكر في شيء ثالث اطلاقا، فالمسلسلات التي وافقت علي تقديمها آنذاك عندما عرضت علي الشاشة في وقتها كانت حديث المدينة والشارع وعلي المقاهي ومن خلال صفحات الجرائد.
ألم تشعري للحظة بالندم علي ضياع فرصة ظهورك لأول مرة علي المسرح؟
بصراحة لم يصلني هذا الاحساس لأنني فعلت الصواب.
قدمت أدوار الشر بحرفية متقنة حسدك عليها الكثيرون، رغم هروب كثير من النجمات منها الا أن هناك علاقة وطيدة بينك وبين هذه النوعية من الأدوار؟
أنا أعيش أدوار الشر بعشق شديد يراها بعض الفنانين أنها تفسد علاقة الفنان بالجمهور، ووجهة نظري غير ذلك نهائيا، أنا شخصيا لا أنظر اليها من هذا المنطق، وأري أنها تنفيس للفنان لذلك حاولت التأقلم معها.
أدوار الشر، هل تتطابق معك في حياتك العادية؟
لا تتطابق في حياتي العادية، بالعكس أنا انسانة سوية طيبة وايجابية في الحياة ولا أجيد الشر الا علي الشاشة فقط.
بعد حصولك علي العديد من الفرص والأدوار المهمة علي خريطة المسلسلات علي الشاشة، بعض الفنانين قالوا أنك مسنودة من جانب مسؤولين عن الدراما، فهل هذا صحيح؟
أنا مسنودة بجمهوري وامكانياتي الفنية والتفاني في العمل والجهد المبذول الذي أقدمه في العمل لا يستطيع أن ينكره الا جاحد، أما الذين يتحدثون كثيرا عن أنني أعمل وهم لا يعملون، فهذا أمر لا دخل لي فيه لأن ما يحدث رؤية لتجسيد هذه الأعمال، ويُحسب لي منذ وطئت قدماي الساحة الفنية لم أطرق فيها باب مسؤول، أو تهاتفت مع مسؤولين تنفيذيين أو غيرهم، اعتمادي أولا وأخيرا علي الله وعلي امكانياتي.
عدم اشتغالك بالسينما يرسم علامة استفهام كبيرة، لماذا لا تعملينها؟
أنا قدمت علي الشاشة الصغيرة أعمالا محترمة فيها قضايا تهم الناس وأشياء تبصر أفراد المجتمع، لكن السينما الحالية لا تدل مؤشراتها علي أنها بلغت الرشد فهي أعمال تخص الشباب من كل الجوانب وأنا أريد أعمالا تعيش مع الناس وليس ينساها الجمهور بمجرد خروجه من دور العرض، والحاصل الآن أنه لا توجد حاجة تشد الذهن، لهذا أنا أفضل الابتعاد قليلا لحين وضوح الرؤية في القريب العاجل لأنه لا يصح الا الصحيح في النهاية.
أنت من النجمات اللائي رحبن بعودة نجوم السينما للعمل علي الشاشة الصغيرة فما السبب؟
الشاشة الصغيرة تستوعب كل الأجيال والأعمار، وأعتقد أن النجوم الذين أثروا السينما فيما مضي يمكن أن يكرروا هذا الانجاز علي الشاشة الصغيرة.
بعد نجاح فيلم طيور الظلام الذي قدمته مع عادل امام، كانت الساحة السينمائية في متناول يدك، وعرضت عليك أفلام آنذاك فلماذا اعتذرت؟
بالفعل بعد نجاح تجربة فيلم طيور الظلام أمام عادل امام عرض عليّ احد المنتجين قراءة سيناريو فيلم جديد وابداء رأيي فيه، وعندما قرأته اكتشفت أن فكرة الفيلم تكررت في فيلم نادية الذي قدمته الفنانة الكبيرة نادية لطفي مع سعاد حسني وأخرجه بركات وأحسست انني سوف أكرر نفس التجربة وبصراحة أنا ضد تكرار أعمال ناجحة سبق تقديمها وتفاعل بها الجمهور لهذا اعتذرت خاصة أنني كنت أعيش وقتها في نشوة نجاح فيلم طيور الظلام مع عادل امام.